في الوقت الذي توالت يه ردود الفعل الدولية والعربية الغاضبة من ارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة مروعة أطلق عليها "مجرزة الطحين" استشهد فيها أكثر من 100 وأصيب أكثر من 250 شخصا، كانوا بانتظار الحصول على مساعدات شمالي قطاع غزة، منعت الولاياتالمتحدةالأمريكية مجلس الأمن الدولي من إصدار رد على هذه المجزرة. وأطلقت القوات الإسرائيلية، أمس الخميس، النار تجاه تجمع للفلسطينيين كانوا ينتظرون وصول شاحنات تحمل مساعدات في منطقة "دوار النابلسي" جنوب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 112 فلسطينيا على الأقل، وإصابة 760 آخرين، وفق وزارة الصحة في القطاع. وفي هذا السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة مسألة تتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا"، مضيفا أنه "مصدوم" من أحداث تطورات الحرب مع إسرائيل. من جهته، أعرب منسق الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مارتن غريفيث، عن شعوره بالفزع بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين أثناء انتظارهم تسلم المساعدات في قطاع غزة المحاصر، مضيفا أنه "حتى بعد نحو 5 أشهر من الأعمال العدائية الوحشية، لا تزال هناك صدمات جديدة بغزة". أما المفوض الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، فندد ب"المجزرة الجديدة"، مؤكدا أن حرمان الناس من المعونة الغذائية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني. وقالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي إن ما حدث في غزة كابوس، ويجب ضمان إرسال مساعدات دولية للقطاع وحماية من سيحصلون عليها. من جهته، ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بما حدث، قائلا عبر منصة إكس إن "الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار". عربيا وإسلاميا، نددت دول ومنظمات ب"مجزرة الطحين"، وسط مطالبات بتحقيق مستقل وتحرك مجلس الأمن الدولي. واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، ذلك الاستهداف مجزرة بشعة، وجزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين. من جهتها أدانت قطر بأشد العبارات ارتكاب إسرائيل "مجزرة جديدة" في غزة وتطالب بتحرك دولي عاجل لإنهاء العدوان على القطاع فورا، وذلك بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية. أما السعودية، فقد قالت في بيان لخارجيتها، إنها تُعرب عن إدانة واستنكار شديدين للاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات، مؤكدة رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة. وأدانت الإمارات بشدة، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي، وطالبت بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة في غزة. ووصفت الكويت، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي بأنه جريمة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العُزل، معربة عن إدانته لها. وأعربت سلطنة عمان، في بيان لخارجيتها، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاستهداف ذاته، واعتبرته هجوما وحشيا. بدورها، أدانت مصر الاستهداف الإسرائيلي المذكور، واعتبرته جريمة مشينة وانتهاكا صارخا، مطالبة الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية بوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. كما أدان كل من الأردن والعراق الاستهداف الإسرائيلي " الوحشي"، وطالبوا المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة. وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجزرة وناشد القوى الدولية تكثيف الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف المذابح اليومية، والانصياع للقانون الدولي. بدوره، أعرب كل من مجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للاستهداف معتبرة أنه استهداف وحشي للمدنيين. وجددت دعوتها الملحة للمجتمع الدولي للتدخل العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين. ومقابل هذه التنديدات الدولية والعربية، منعت الولاياتالمتحدةالأمريكية مجلس الأمن الدولي من إصدار رد على هذه المجزرة، حيث عقد المجلس جلسة في مقر الأممالمتحدة بنيويورك لمناقشة مسألة إصدار الدول الأعضاء بيانا ردا على الهجوم على قافلة المساعدات الإنسانية عند "دوار النابلسي" بمدينة غزة، غير أنه لم يصدر أي بيان عقب الجلسة المغلقة للمجلس. ورفضت ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية الدائمة في مجلس الأمن النص التفاوضي الذي يتضمن عبارات انتقاد لإسرائيل، إذ تضمن النص، أن أعضاء المجلس يعربون عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل أكثر من 100 شخص وإصابة حوالي 750 آخرين جراء فتح القوات الإسرائيلية النار على حشد من الناس كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية في جنوب غربي غزة.