يسود ارتياح واسع في الجزائر إزاء مخرجات الزيارة الرسمية التي خص بها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه المغرب مطلع الأسبوع الجاري، والتي لم تحمل أي جديد يذكر بشأن موقف باريس من النزاع حول الصحراء المغربية، بل مجرد تأكيد على دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء الذي يقترحه المغرب منذ عام 2006.
ويظهر هذا الارتياح بشكل واضح فيما كتبته صحيفة "الشروق" التابعة للجيش والمقربة من حكام "المرادية"، حينما قالت في مقال لها إن "وزير الخارجية الفرنسية يخيب آمال النظام المغربي في الرباط"، معتبرة أن السلطات الفرنسية تفادت ما وصفته ب"التهور" الذي وقع فيه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة المغربية.
وكان سانشيز قد جدد التأكيد خلال حلوله بالرباط، الأربعاء الفارط، على موقف الحكومة الإسبانية المعبر عنه في البيان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022، والإعلان المشترك الصادر في ختام الدورة ال 12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب – إسبانيا المنعقد في 2 فبراير 2023، مشددا على أن موقف بلاده حول قضية الصحراء قد تم التعبير عنه بوضوح في هذين الإعلانين، اللذين يعتبران مخطط الحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية هذا الخلاف.
ومنذ ظهور بوادر الانفراج في العلاقات بين الرباطوباريس بعد أزمة دبلوماسية غير مسبوقة؛ ساد توجس وقلق في الجارة الشرقية للمملكة التي لا تنظر بعين الرضا لأي تقارب مغربي فرنسي قد يتوج بإعلان "الإليزيه" اعترافه بمغربية الصحراء على غرار إسبانيا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وهو ما يعني في المحصلة إقبار الطرح الانفصالي.
ولم تخلُ أحيانا مواكبة "البروباكندا" الجزائرية لآفاق الشراكة الفرنسية المغربية من رسائل تحذيرية وأحيانا تهديدية، توجسا من أن تعيد باريس سيناريو مدريد، إذ عمد بعضها إلى التحذير من أن أي تغيير من جانب باريس مهما كان مستواه في قضية الصحراء، سينتهي بإعادة النظر في العلاقات الفرنسية الجزائرية وإعادتها إلى المربع الأول.