تأكد قبل أيام مشاركة جبهة البوليساريو التي تعتبر عضوا بالاتحاد الإفريقي، في القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي - الاتحاد الأوربي، التي تحتضنها العاصمة الإيفوارية غدا الأربعاء وتستمر يومين . وتجدد الجدل حول مسألة اعتراف المغرب بالبوليساريو، من عدمه، خاصة وأن الملك محمد السادس سيكون حاضرا في هذه القمة .
وفي الجزائر اعتبر وزير إعلام البوليساريو حمادة سلمى الداف أن مشاركة الجبهة في اجتماع القمة الأفريقية الأوربية بكوت ديفوار يمثل إقرارا بشرعية الجبهة، داعيا في تصريحات له الاثنين نقلتها الاذاعة الجزائرية، الدولة المغربية لاستغلال الفرصة والتوجه لإقرار حل سياسي مقبول يجنب المنطقة مخاطر هذا النزاع، على حد تعبيره.
خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة وجدة، يرى أن "مشاركة المغرب إلى جانب جبهة البوليساريو في قمة أبيدجان لا يعني بالضرورة اعترافا بهذه الجبهة أو الجمهورية التي تعلنها ".
وأوضح الشيات في حديث ل"الأيام 24 " أن الجزائر وهي أكبر داعمي البوليساريو عندما تحضر لمثل هذه الفعاليات يكون هدفها الأوحد هو معاكسة الوحدة الترابية للمغرب ، فهي غالبا تتكلم بلسان الجبهة والبوليساريو تتكلم بلسان الجزائر وسواء حضرت هذه او تلك فالأمر سيان."
وتابع الشيات في السياق ذاته أن "الاعتراف يتم مثلا عندما يدعو رئيس دولة دولة أخرى أو يقوم بزيارتها ، فيبقى ضمنيا انه اعتراف وتكون فيه دلالة على ارادة الدولة بينما المغرب نهج سياسة أخرى داخل القارة الإفريقية.
مشيرا إلى أن المغرب " دولة لها سيادتها ولها استراتيجيتها وحضورها الوازن داخل القارة الإفريقية ولا يمكن بأي حال من الأحوال وضعها في مقابل جبهة البوليساريو التي ليست لديها مقومات الدولة".
وأكد الخبير في العلاقات الدولية أن اثارة موضوع الاعتراف فيه نوع من المبالغة ولايمت لصلة بالقانون الدولي المتعلق بالاعتراف بالدول التي لها سيادة .
مشيرا يف السياق ذاته إلى أن المؤتمرات الدولية أقل قيمة من عضوية المنظمات الدولية.
وأبرز الشيات أن المغرب متواجد في القارة الإفريقية من خلال برامج وعلاقات اقتصادية، وأبرز ما يمكن أن يواجه به مثل هذه المناورات هو التجاهل والمضي قدما في استراتيجته التي بدأها في السنوات الأخيرة.