كشف موقع "تيل كيل" أن أشغال الجامعة الخريفية لحزب التجمع الوطني للأحرار، التي انطلقت مساء أول يوم أمس السبت بالعيون، لم تكتمل بسبب اندلاع خلافات، وصلت حد قذف الكراسي في الهواء، بحضور كل من وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد ووزير العدل محمد أوجار. هذا الأخير، تدخل محاولاً تهدئة الأجواء، قبل أن يعلن رفع أشغال افتتاح الجامعة الخريفية التي احتضنها قصر المؤتمرات بالمدينة، ليتم نقلها إلى أحد القنادق، ثم بعد ذلك إلى منطقة تبعد عن العيون بحوالي 24 كيلومترا شرقاً، تابعة لجماعة فم الواد، حيث استمر النقاش هناك حتى الساعات الأولى من صباح الأحد. كما شهدت ورشات الجامعة الخريفية يوم أمس الأحد، استقدام 50 عنصراً من رجال الأمن، قاموا بتأمين استمرار أشغالها، وقال مصدر الموقع، إن مدير الفندق الذي احتضنها، هو من فرض على المنظمين هذا الاجراء كشرط لاستقبال المشاركين داخل فضاءات الفندق.
وحسب المصدر ذاته، فإن الخلاف بدأ حين تدخل أحد المنتخبين المحليين للحزب لأخذ الكلمة، وحين تم منعه، تعالت أصوات الاحتجاج من القاعة بين من يناصره ومن يرفض اعطاءه فرصة للتدخل. وفي فيديو يوثق الواقعة، تحدث المنتخب عن "وجود اقصاء لعدد من المنتخبين، الذين يتم تغييبهم عن جميع الأنشطة الجهوية والوطنية". كما أظهر الفيديو، محاولة منع المنتخب من التدخل بالقوة، حينها، عمد عدد من الأشخاص إلى استهداف المكان المخصص لأخذ الكلمة، وقاموا بالعبث به.
وأشار المصدر ذاته إلى أن أن الخلاف اشتعل بين المناصرين للمنسق الجهوي السابق للحزب محمود عياش، الذي أقيل من طرف رئيس "الأحرار" عزيز أخنوش، وبين أنصار المنسق الجهوي الجديد علي رزما. خلاف وصل حد قذف الكراسي في الهواء، ليتم وقف أشغال الجامعة الخريفية.
وقبل ذلك، تناول أحمد بياي، وهو مستشار عن حزب "الحمامة" في غرفة الصناعة التقليدية، الكلمة بعد صراع طويل مع المنظمين، وقال خلالها إن "عددا من المنخرطين والمنتخبين لم يتم استدعاؤهم للجامعة الخريفية"، وأضاف أن "رئيس الحزب عزيز أخنوش أقر بوجود مشاكل تنظيمية، ووعد بعلاج الجراح، لكنها زادت رغم أنه وعدنا بأغراس أغراس"، ووصف ما وقعه بأن "الحزب تعامل معهم بحال (السطولة)، وذلك بإقالة منسق ووضع آخر مكانه، دون انتخابات". وتخللت كلمة بياي، حسب الفيديو، تصفيق من الفريق الذي يناصره، والصراخ والصفير من الفريق الآخر.
في المقابل، وصف وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ما وقع خلال كلمة له، بأنه "دليل على سير الحزب في الطريق الصحيح، بعيداً عن الذاتية والإيديولوجيات القديمة ونزعة الاتفراد بالرأي دون تقبل الآخر". وأضاف يوسعيد أنه "في طريق النجاح لابد من وجود عراقل، وأن النضال لا يكون برفع الصوت والفوضى".