وسط سباق محموم واصل حزب أخنوش تسخيناته الانتخابية السابقة لأوانها، ودشن بعد أقل من أسبوع على عقد جامعة شبابه الصيفية، تحركات ميدانية جديدة من مدينة المحمدية، ممنيا النفس من قلب هذه اللقاءات الحزبية بتصدر انتخابات 2021 التشريعية، إن نجحت خطته “100 يوم 100 مدينة” في استمالة الناخبين، وهي الخطة التي من المنتظر أن يشرع في تنفيذها في شهر نونبر المقبل. متوقعا أخنوش في لقاء حزبي جديد بالمحمدية بأن حزبه سينتصر في الانتخابات القادمة، إن هو بقي متشبثا بالشعار الذي ابتكره: “أغراس أغراس”. رئيس التجمع الوطني للأحرار، قال في مهرجان خطابي كبير، أول أمس السبت بالمحمدية، أشرف على تنظيمه منسقه الإقليمي هشام أيت منا، وبدا واضحا ما عبأه من إمكانيات مالية مهمة من أجل استقبال واستضافة المشاركين الذين حلوا بالمئات متنقلين بالحافلات من كل عمالات العاصمة الاقتصادية، إن حزبه “يضع خدمة المواطن في صلب اهتماماته، داعيا إلى ما اعتبره “محاربة الإجرام الاقتصادي لتمكين المقاولات المغربية من خلق الثروة والتشغيل في المغرب”، مؤكدا بلغة انتخابية “إن المرحلة المقبلة للحزب ستعرف تعزيز آلية الحزب التواصلية مع المواطنين، والإنصات إلى مشاكلهم ومشاكل الشباب، الذين يتعرضون، وفق قوله، إلى الإجرام الاقتصادي، حيث يتم خنق أي مبادرة أو فكرة تعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم، ويواجهون العراقيل أمامهم وهم يحاولون على مضض خلق كيانات اقتصادية صغيرة ومتوسطة”. من جانبه، وفي موقف غير معهود، دعا زعيم حزب الحمامة، إلى تقوية الرأسمال الوطني واستثماراته في مناطق متعددة من المغرب، بدل ترك الاستثمارات الأجنبية المباشرة تسيطر على القطاعات في البلاد برمتها”، داعيا “السلطات أن تسهل عمل المستثمرين المحليين، وعدم الوقوف في وجههم بوسائل هي من صميم الجريمة الاقتصادية” على حد تعبيره. وشدد أخنوش أن حزبه “لن يتسماح مع من يمارسون هذه الجرائم، ولن يطبق عليهم شعار عفا الله عما سلف”، لأنه على حد وصفه ” شعار اخترعه رئيس الحكومة السابق، عبدالإله بنكيران، للترويج لسلسلة إجراءات عفو على بعض المخالفات المالية”. وفي موقف غريب، حاول من خلاله أخنوش إعطاء انطباع للرأي العام على سلامة وتعافي التحالف الحكومي، الذي بات هشا بسبب تنامي الخلافات مع البيجيدي. داعيا مناضلي حزبه بالمحمدية “على الفصل بين خصومتهم لحزب العدالة والتنمية على المستوى المحلي، وبين سعد الدين العثماني بصفته منتخبا عن دائرة المحمدية”. وحثهم على ما أسماه ب”تخفيف الضغوط على رئيس الحكومة”، واصفا العثماني ب”الصديق”، وحزبه يحاول “بناء ثقة معه على مستوى رئاسة الحكومة، ويجب “أن يترك بعيدا عن الإشكالات المرتبطة بالمعارضة والأغلبية داخل المجلس البلدي للمحمدية”، معلنا أنه “يعمل بشكل شخصي على حل هذه الخلافات السياسية”. مقابل هذا الموقف من العثماني، الذي تصدر الدائرة الانتخابية للمحمدية في الانتخابات التشريعية السابقة، سارع أخنوش بمهاجمة الطريقة التي سقط بها مرشحه محمد العطواني، في محطة انتخاب رئيس جديد لبلدية المحمدية قبل شهور، بعد عزل رئيسها السابق مصطفى عنترة، وآل المنصب مجددا إلى حزب العدالة والتنمية. واعتبر رئيس التجمع، “الطريقة التي سقط بها مرشحه العطواني بأنها بعيدة عن السياسة”، مشيرا “إلى الأحداث التي رافقت انتخاب عمدة المحمدية، قبل أن يلمح أخنوش إلى أن “العطواني صفحة قد طُويّت، وبأن حزبه “يُعول مستقبلا” على هشام آيت منا، منسقه الإقليمي، وأحد أعيان المنطقة ورئيس ناديها الرياضي، الذي تكلف بكل الوسائل اللوجستيكية التي وضعت رهن إشارة المشاركين في المهرجان الخطابي الثاني للأحرار بعد أقل من أسبوع. أخنوش قال إنه بات يترك مصالحه ومصالح عائلته، ويهرول وراء لقاءات حزبه بشكل مستمر، ويعتقد بذلك بأن “وجها جديدا للأحرار بدأ يتشكل يشبه المغاربة “، قائلا “حنا حزب لكل المغاربة، حنا كنشبهو للمغاربة والمغاربة كيشبهو لينا، وما جيناش من شي كوكب آخر”. في جانب آخر، قال أخنوش، على هامش انعقاد مكتبه السياسي نهاية الأسبوع، إن “التعديل الحكومي يأخذ مساره وطريقه”، مشيرا إلى أن “المشاورات تتم بين أحزاب الأغلبية” داعيا إلى تسريعها. اجتماع المكتب السياسي للأحرار، خصص، أيضا، للاستماع إلى المنسقين الجهويين، الذين تحدثوا عن المشاكل التي تعانيها جهة الدارالبيضاء والعاصمة الاقتصادية، والتي يساهمون في تسييرها. وهو الاجتماع الذي كلف فيه المكتب السياسي، محمد بوسعيد، المنسق الجهوي للبيضاء، بالإشراف على تنفيذ “خطة مائة يوم، مائة مدينة”، الذي سينطلق من مدينة دمنات في نونبر المقبل.