على الرغم من تطمينات عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بخصوص الجدل والنقاش الحاد،الدائر بين أعضاء حزبه، في ظل انعقاد المجلس الوطني اليوم وغدا بسلا، للحسم في تعديل المادتين 16 و37 من القانون الأساسي لحزب "المصباح"، إلا أن الشرخ بدا واضحا بين ابن كيران، وما يعرف ب"تيار الاستوزار " الرافض لولاية ثالثة له، بداية انعقاد دورة المجلس. فابن كيران الذي كان يستقبله قياديو الحزب بحفاوة كبيرة، في أية مناسبة خاصة في اجتماعات الحزب العادية بهياكله المختلفة، بدا جو اللقاء بينه وبينهم باردا صباح اليوم بالمعمورة. فباستثناء مصطفى الخلفي وزير العلاقات مع البرلمان، الذي رافق الأمين العام في سيارته من الرباط إلى مكان انعقاد المجلس الوطني بسلا، غاب وزراء البيجيدي في حكومة سعد الدين العثماني عن استقبال أمينهم العام، بل تعمدوا عدم إلقاء التحية عليه حتى بعد ولوجه قاعة الاجتماع المغلقة. وتفادى كل من عزيز رباح، ومصطفى الرميد، ونجيب بوليف، ولحسن الداودي وبسيمة الحقاوي، استقبال زعيمهم بحفاوة، والدخول متأخرين بعد ولوج ابن كيران إليها، مما يجسد جليا حجم الهوة التي أضحت بين أعضاء الحزب وقيادته بسبب الجدل الدائر حول تعديل المادة 16 بما يسمح لابن كيران بولاية ثالثة على رأس الحزب. وقد اعتبر ابن كيران، الذي بدا هادئا وغير مكترث، بأن النقاش الدائر ، لن يؤثر على وحدة الحزب، وبأن الأمور تسير بشكل طبيعي إلى أن تصل إلى المؤتمر الوطني الذي سيخرج بنتائج إيجابية، داعيا، أعضاء المجلس الوطني، إلى معالجة المشاكل الداخلية ك"رجال كبار".