تعمد موريتانيا الجار الجنوبي للمغرب إلى مسك عصا الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية من الوسط، خاصة في تعاملها مع الرباطوالجزائر. يلاحظ ذلك في الفترة الأخيرة، حيث زار وزير خارجية موريتانيا محمد سالم ولد مرزوك، أمس الإثنين المغرب، والتقى مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. وذلك بعدما اختتم محمد سالم ولد مرزوك، قبل يومين، جولة قادته لدول مغاربية هي الجزائر وليبيا وتونس.
رئيس الدبلوماسية الموريتانية، بعث برسائل شفهية من الرئيس محمد ولد الغزواني لقادة الدول المغاربية الثلاثة، وذكرت وسائل الإعلام الحكومية الموريتانية، أن هذه الرسائل تتعلق بعلاقات التعاون وقضايا إقليمية وعربية.
زيارة إلى المغرب تأتي في سياق، حديث متواتر حول تقارب كبير بين نواكشط والجزائر وتفاهم حول مجموعة من القضايا الإقليمية.
زيارة محمد سالم مرزوك، وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج، إلى المغرب، يرى فيها محمد طلحة المحلل السياسي، أنها تأتي في سياق سياسي وجيو سياسي هام، يرتبط بتطورات ملف الصحراء المغرب، ومبادرة الأطلسي التي ستعزز الحضور المغربي على مستوى الغرب الإفريقي والدول الأطلسية، مضيفا أن هدفها دراسة علاقات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها خدمة لمصالح الشعبين.
وأشار في حديثه ل"الأيام 24″ إلى أنها رسالة واضحة من الجانب الموريتاني مفادها أن موريتانيا تريد البقاء على الحياد والبقاء على المسافة نفسها من طرفي النزاع في ملف الصحراء المغربية.
وتابع أن الجزائر تبحث إمكانياتها الاقتصادية والسياسية من أجل استمالة الموقف الموريتاني في الملف، لكن الخارجية الموريتانية تحدد إطاره العام في دعم جهود ستافان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وتشجيع مبادرات بعثة "المينورسو" في هذا الإطار.
وأورد المتحدث أن موريتانيا تسعى إلى أن تحافظ على علاقات جيدة مع كل من المغرب والجزائر؛ وهذا ما يدفعها إلى البقاء في المنطقة الرمادية، كمنطقة آمنة بالنسبة لنواكشوط، تضمن لها في الظروف الحالية عدم خسارة أي من الجانبين.