يدخل مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا عبر أطول كابل بحري في العالم مرحلة مهمة في طريق تنفيذه على أرض الواقع، إذ كشفت مؤسسة "سكوتيش انتربرايز" التابعة للدولة في اسكتلندا، عن إعادة تشغيل محطة نووية سابقة في البلاد، من أجل تحويلها إلى مصنع للكابلات ذات التيار العالي، لفائدة المشروع المذكور.
وخصصت المؤسسة الاسكتلندية 9 ملايين جنيه استرليني للمشروع، بشراكة مع شركة "إكسلينكس" البريطانية المكلفة بإنجاز الربط البحري بالكابل الكهربائي بين المغرب وبريطانيا، مشيرة إلى أنه سيوفر 900 فرصة عمل دائمة.
وستقوم هذه المنشأة النووية السابقة على تصنيع كابلات بحرية يصل طولها إلى 3800 كيلومتر، من أجل ربط محطات الطاقة الكهربائية في المغرب التي تشتغل على الطاقة الخضراء، بالمحطات المستقبلة في بريطانيا لتزيد العديد من المناطق بالكهرباء انطلاقا من المغرب.
أوضحت شركة "إكسلينكس" صاحبة مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا في بيان لها ان هذا التأكيد يفرض إجراء جولة أخرى من المشاورات مع السلطات المحلية والهيئات القانونية وفعاليات المجتمع قبل التقدم بطلب إلى وزير الدولة لأمن الطاقة للحصول على إذن التخطيط. مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تتم هذه المشاورات في أوائل العام المقبل.
يشار إلى أن المشروع سيمكن من توفير 8 من المائة من احتياجات بريطانيا من الكهرباء ومن المنتظر أن يبدأ في تشييد المشروع سنة 2025، على أن تنتهي الاشغال سنة 2029.
وستقوم الشركة البريطانية ببناء محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية والريحية بمدينة كلميم، تغطي مساحة تقريبية تبلغ 150 ألف هكتار وسيتم توصيلها حصريا ببريطانيا عبر كابلات HVDC تحت سطح البحر بطول 3800 كيلومتر.
وحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن هذا المشروع سيولد 10.5 جيكا واط من الكهرباء الخالية من الكربون لتوفير 3.6 جيكا واط من الطاقة الموثوقة لمتوسط أزيد من 20 ساعة في اليوم، وهذا يكفي لتوفير طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة لأكثر من 7 ملايين منزل بريطاني بحلول عام 2030.
يشار إلى أن القيمة الاستثمارية لهذا المشروع تبلغ حوالي 250 مليار درهم، وسيساهم في خلق نحو 2000 منصب شغل.