خرج المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة في دورته العادية يوم أمس بالرباط، بقرار إبقاء إلياس العماري أمينا عاما للحزب إلى حين عقد دورة استثنائية للبت في استمرار "الريفي" على رأس الجرار من عدمه، خاصة أن العماري في كلمته أمام "الباميين" ترك الخيار لأعضاء برلمان الحزب للحسم في استقالته، ما اعتبره البعض إعلانا غير مباشر عن الرغبة للجلوس على كرسي الأمانة العامة لفترة أخرى. وفي قراءة لهذا القرار الذي لم يكن منتظرا، بالنظر للخطاب السياسي الحاسم الذي استعمله العماري وقت إعلانه عن الاستقالة ، يرى عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة محمد الخامس بالرباط، أن تأجيل البت في الاستقالة يرجع بالأساس إلى عدم التوصل بعد إلى قيادة سياسية وكاريزمية قادرة على قيادة الحزب في المرحلة المقبلة.
ولم يستبعد قراقي في تصريح ل"الأيام24"، أن يكون للمؤتمر المرتقب لحزب العدالة والتنمية وما سيسفر عنه على مستوى القيادة، خاصة ما يرتبط بالتجديد لبنكيران لولاية ثالثة، تأثير على قرار البام، معزيا ذلك إلى كون العماري هو من قاد منذ انتخابات 2015 الجرار في مواجهة المصباح، "هذا الأخير الذي يعد بحسب المتحدث الخصم السياسي الأول، وهو معطي قد يستحضره البام قبل اختيار الزعيم السياسي الذي سيقوده".
وأوضح الأستاذ الجامعي، أنه على الرغم من كون مثل هذه القرار تدخل في إطار سيادة الحزب، فإنه في حال تراجع العماري عن الاستقالة، فذلك سيفقد الحزب والزعيم مصداقيته لدى الرأي العام.
هذا ويرفض العديد من أعضاء المكتب السياسي للحزب استمرار العماري في القيادة، على رأسهم المحامي عبد اللطيف وهبي، الذي خلال كلمة له في ذات المجلس برحيله عن "الجرار" في حال عودة إبن قرية منود الريفية. يذكر أن استقالة العماري جاءت بعد الخطاب الملكي في عيد العرش، والذي وجه فيه الملك محمد السادس انتقادا لاذعا إلى الفاعلين السياسيين، حيث اعتبر رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة نفسه معنيا، دون إغفال سياق حراك الريف الذي اندلع في المنطقة التي ينتمي إليها.
وفي البيان الختامي للمجلس الذي توصل "الأيام24" بنسخة منه ذكر الحزب أنه أقر رسميا أقر المجلس الوطني عقد دورة استثنائية للبت في هذا الموضوع على ضوء مقترحات عملية سيتم إعدادها من قبل أعضاء سكرتارية المجلس الوطني،ورئاسة المجلس، وأعضاء من المكتب السياسي، وعضو واحد عن كل جهة.مضيفا أنه اعتبارا للاستحقاقات التنظيمية، والانتخابية، والسياسية الموضوعة على أجندة الحزب في المرحلة الراهنة، ألزم المجلس الوطني إلياس العماري تحمل مسؤولياته على رأس الحزب إلى غاية انعقاد الدورة القادمة.