قال أحمد ونيّس وزير الخارجية التونسي الأسبق في حكومة محمد الغنوشي، إن الجزائر سرقت الصحراء التونسية وتسعى إلى سلب المغرب صحراءه، بغرض تقسيم المغرب العربي إلى دويلات. وخلال حلوله ضيفا على برنامج إذاعي تونسي، عاد ونيّس إلى صفحات التاريخ، ليروي أحداثا ووقائع تؤرخ سعي الجزائر إلى الهيمنة على جيرانه وتفتيت المغرب الكبير، على حد توصيفه، كاشفا أن الوثائق الدولية تؤكد أن الصحراء الشرقية التي تسيطر عليها الجزائر اليوم، هي في الأصل تونسية.
وقال الدبلوماسي عينه إن تونس سعت إلى استرجاع صحرائها من الجزائر منذ الاحتلال الفرنسي، لكن الحكومة الفرنسية رفضت قبل وبعد مرحلة الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول" مضيفا: "أثرنا الموضوع مع الحكومة الجزائرية المؤقتة التي كانت تقاوم الاستعمار الفرنسي من تونس، فوعدتنا بتسوية هذه القضية بمجرد حصول الجزائر على الاستقلال".
وتابع المتحدث: "لقد وّقع فرحات عباس اتفاقا مشتركا مع الحسن الثاني عام 1961. ولمّا أطاح الحكم العسكري بالنظام المدني، وافق الرئيس الجزائري أحمد بن بلة على إعادة الصحراء التونسية بحضور الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر، الذي كان يدعو إلى لم شمل المغرب العربي ويحث الرئيسين الاثنين على فض نزاعات الحدود بين الدول المغاربية"، مستطردا" لكن، بعد الانقلاب العسكري في الجزائر، تم التراجع عن الاتفاق مع تونس".
ونيّس، الذي سبق أن تقلد منصب سفير تونس بكل من روسيا والهند، اتهم الجزائر بسلب حق تونس في صحرائها والسعي إلى تكرار نفس السيناريو مع المغرب، قائلا: "لقد سلبونا حقنا من صحرائنا، وبعدما انتهوا من صحراء الشرق، التفتوا إلى غربهم لسلب المملكة المغربية صحراءها أيضا. ليس هذا فحسب، بل يرغبون في تقسيم المغرب الكبير إلى دويلات وتأبيد الحدود الاستعمارية التي لا دخل للشعوب المغاربية فيها". وفق تعبيره.
وكشف الوزير الأسبق ذاته، أنه في الوقت الذي تنازل فيه الحبيب بورقيبة عن الصحراء التونسية لصالح الجزائر، رفض العرش العلوي ذلك، مضيفا: "باعتقادي هذا هو التنازل الوحيد الذي قبله بورقيبة في حياته، وأنا لست راضيا، وسيأتي اليوم الذي ستستعيد فيه تونس حقها في الصحراء التونسية".