فتح وزير خارجية تونس السابق، أحمد ونيّس باب الجدل الكبير في بلاده كما في الجزائر حينما تحدث عن قرار المغرب إعادة علاقاته مع إسرائيل واعتراف إدارة ترامب بمغربية الصحراء، كما وجه نقدا لاذعا للنظام الجزائري معتبرا إياه "نظاما عسكريا يتولى ترسيخ خريطة الاستعمار في المنطقة المغاربية". السياسي والديبلوماسي الذي سبق له أن كان سفيرا لتونس في موسكو وكذا في نيوديلهي قبل أن يصبح وزيرا للخارجية في حكومة الغنوشي الثانية، اعتبر في تصريحات على أثير إذاعة تونسية خاصة أن النظام العسكري في الجزائر "يلعب بالنار" في منطقة المغرب العربي. وأكد الديبلوماسي التونسي، أن منطق النظام العسكري في الجزائر اتجاه قضية الصحراء، هو ما دفع المملكة المغربية إلى البحث عن صفقة مع الإدارة الأمريكية، وكذا إعادة العلاقات مع إسرائيل بعد أن جرّب "كل الخيارات" لحل مشكل الصحراء، من الحرب إلى السلم، ثم توظيف الديبلوماسية إلى خيار ترك الملف لعامل الزمن، لكن لا شيء جعل الجزائر تغير منطقها الاستراتيجي في "خنق المنطقة" بهذا الملف، ومحاول قضم الصحراء من المغرب كما فعلت ذلك مع تونس على عهد بورقيبة. وعاد وزير الخارجية التونسي الأسبق للحديث عمّا فعله النظام العسكري الجزائري في حق تونس كما يفعل مع المغرب منذ 45 سنة، حيث أكد أحمد ونيّس أن الجزائر نالت استقلالها بفضل الدعم التونسي والمغربي، قبل أن تنقلب على البلدين، مشيرا إلى أن النظام العسكري الجزائري "افتك المئات من الكيلومترات من صحراء تونس على عهد بورقيبة" الذي لم يستطع أن يفعل شيئا، غير أن الحسن الثاني جَابَه نظام العسكر في الجزائر ورفض قضم أراضٍ داخل بلاده، وخاض من أجل ذلك حربا ضد الجزائريين. واعتبر الديبلوماسي التونسي، أن المغرب لم يكن لديه أي خيار بخصوص صفقته مع ترامب، بالرغم من أنه تفاجأ بخطوة إعادة العلاقات مع إسرائيل، غير أنه يتفهمها، بحكم أن الرباط أرادت استغلال فرصة ما تبقى من إدارة دونالد ترامب لعقد هذه الصفقة التي كان فيها الملك محمد السادس "جريئا"، حسب وصفه، خصوصا أنه لم يقبل التطبيع مع إسرائيل من أجل إسرائيل، بل من أجل التخلص من انفصال الصحراء عن المملكة المغربية. وأشار الديبلوماسي التونسي إلى أن خيار بناء المغرب العربي كسّره النظام الجزائري الذي "أحرق المنطقة" وأدخلها في خيارات الحرب، بدأها مع تونس في "كبسة"، وهو العدوان الوحيد الذي كان ضد بلاده منذ استقلالها، قبل أن يدخل في حرب طويلة ضد المغرب، مشيرا إلى أن النظام العسكري الجزائري يعاني منه حتى الجزائريين أنفسهم، حيث أكد السياسي التونسي أنه كان يمني النفس بتغيير النظام العسكري الجزائري مع الحراك ليصبح نظاما ديمقراطيا، وهو ما كان سيفيد المنطقة ككل، غير أن الحاصل هو أن نظام العسكري في الجزائر يصر على "ترسيخ خريطة الاستعمار في المنطقة المغاربية".