فشل زعيم الحزب الشعبي في إسبانيا ألبرتو نونيز فيخو، في الحصول على دعم برلماني لمسعاه إلى تولي منصب رئيس الوزراء، بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 23 من يوليوز 2023، والتي لم تسمح نتائجها بتحقيق غالبية مطلقة في البرلمان. وحصل فيخو، زعيم "الحزب الشعبي"، للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، على 173 صوتا من أصوات النواب، مقابل 177 صوتا معارضا في التصويت الثاني الذي أجراه مجلس النواب يوم أمس الجمعة.
ولا يوجد فرصة لإقامة أول تحالف يميني بين حزب الشعب الذي ينتمي له فيخو، والحزب الشعبوي اليميني المتطرف "فوكس"، على المستوى الوطني في الوقت الحالي.
وفي ظل هذه الهزيمة الجديدة، تتجه الأنظار، نحو رئيس الوزراء الاشتراكي المؤقت بيدرو سانشيز، الذي من المتوقع أن يكلفه الملك فيليب السادس بتشكيل الحكومة، وبالتالي إمكانية تقديم "سانشيز" تنازلات للانفصالين من أجل النجاح في هذه المهمة.
وفي حال لم يُتوصّل لأغلبية بحلول 27 من نوفمبر المقبل، سيكون الخيار الوحيد هو إجراء انتخابات جديدة، وحينها ستُجرى في 14 من يناير2024.
تعليقا على الموضوع، قال المحلل السياسي لحسن بوشمامة، إن فشل زعيم الحزب الشعبي ألبرتو نونيز فيخو في نيل ثقة البرلمان ،والتأشير على تشكيله الحكومي، هو تحصيل حاصل، ونتيجة معلومة مسبقا بالنظر إلى طبيعة الخريطة السياسية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية الأخيرة.
وعلى إثر ذلك، يضيف بوشمامة، فالملك الإسباني سيكلف رئيس الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز بمهمة تشكيل الحكومة.
وبحسب الكاتب، فإن كل المؤشرات تؤكد نجاح سانشيز في تجميع أطياف الأحزاب المناوئة لتوجهات الحزب الشعبي، واليمين بصفة عامة، وبالتالي الحصول على الأغلبية المطلوبة لكسب ثقة البرلمان.
وبخصوص ما قد يقدمه سانشيز من تنازلات، للتفوق في مهمة تشكيل الحكومة، قال بوشمامة، إن الأمر قد يتطلب من سانشيز، تقديم تنازلات لفائدة بعض الأحزاب التي ستطرح شروطها أثناء المفاوضات التي سيجريها لتجميع الأغلبية.
لكن هذه الشروط غالبا ما ستركز على السياسات والتوجهات الداخلية، وقد لا تتعدى ذلك إلى الملفات والقضايا الخارجية لوجود توافقات على مستوى الخطوط العريضة التي أطرت السياسة الخارجية للحكومة السابقة، سواء ما تعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، أو بالموقف من قضية الصحراء المغربية، وفق ما أورده بوشمامة. أما بالنسبة لسيناريو إعادة الانتخابات التشريعية، فيبقى معلقا إلى ما بعد إعلان فشل رئيس الحزب الاشتراكي في تشكيل الحكومة، وهو سيناريو ضعيف بالنسبة للمتحدث، بالنظر إلى وجود فرص كبيرة لتجميع الأغلبية المطلوبة في ظرف وجيز.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية، إلى أن الأطياف الحزبية بإسبانيا تدرك بأن العودة إلى صناديق الاقتراع، لن يفرز خريطة سياسية مغايرة عن تلك التي أفرزتها الانتخابات السابقة.
بالإضافة إلى ما سيرتب عن ذلك من هدر للزمن السياسي في مرحلة حساسة تحتاج فيها الجارة الشمالية مزيدا من الاستقرار، وتصريف الخلافات عبر توافقات بين الأغلبية والمعارضة، لتدبير الأربع سنوات المقبلة ما لم يتفجر التحالف الحكومي برئاسة سانشيز.