تُواصل دولة قطر مبادراتها المساهِمة في التغلب على آثار أعنف زلزال ضرب المغرب منذ 60 سنة، فبعد إرسالها فريقا محملا بالمعدات والآليات اللازمة للإنقاذ والبحث فضلا عن مساعدات طبية وإنسانية عاجلة للمتضررين، قررت الدوحة وضع المقصورات التي خصصتها لإيواء المشجعين خلال كأس العالم لكرة القدم 2022، تحت تصرف ضحايا الهزة الأرضية القوية التي سجلها إقليمالحوز ليلة الجمعة الفائتة، مخلّفة مصرع 2901 قتيل و5530 مصابا، حسب حصيلة رسمية غير نهائية لوزارة الداخلية، أعلنت عنها أمس الثلاثاء. ووفقا لما كشفت عنه قناة الجزيرة القطرية، فإنه سيتم إرسال عشرة آلاف وحدة سكنية مجهزة إلى المغرب لإيواء ساكنة المناطق المتضررة ممن فقدوا مساكنهم جراء الزلزال بكل من الحوز ومراكش وتارودانت وشيشاوة وورزازات وأزيلال. ولقد جرى بالفعل، في وقت سابق، الشروع في عملية شحن 300 منها مؤثتة بالكامل وتصلح للإقامة.
هذه المبادرة القطريةالجديدة، التي يتزامن وقتها مع انخفاض درجة الحرارة في المناطق المنكوبة وقرب فصل الشتاء، ستساهم في معالجة إشكال كبير يواجه عددا من الأسر التي أصبحت تبيت في العراء، بعدما فقدت مساكنها جراء الزلزال المدمر الذي سوّى بيوت قرى ودواوير الأطلس بالأرض والبالغة قوته على مقياس سلم "ريختر" نحو 7 درجات.
وسبق للدوحة أن تبرعت بنفس الكبائن المتنقلة لتركيا وسوريا، تضامنا معهما إثر الزلزال المدمر الذي ضربهما شهر فبراير من العام الجاري.
ولليوم الخامس على التوالي، تسابق فرق الإنقاذ الزمن من أجل الوصول إلى ضحايا الزلزال، مستعينة في ذلك بطائرات "الهليكوبتر" لنقل المساعدات الإنسانية الطارئة للساكنة القريبة من مركز "إيغيل" الذي يعد بؤرة الزلزال، بالنظر إلى صعوبة المسالك الجبلية التي عمقت عزلة القرى نتيجة الانهيارات الصخرية المتكررة.