تواصلت أمس الثلاثاء، عمليات البحث عن مفقودين بالمناطق المنكوبة رغم تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد أكثر من 72 ساعة على زلزال الحوز المدمر الذي أودى بحياة 2901 شخصا وتسبب في جروح ل 5530 آخرين. وهذه الأرقام المحينة التي أعلنت عنها وزارة الداخلية، أمس، لا زالت مرشحة للارتفاع على اعتبار العدد الكبير للمصابين الذين توجد من بينهم حالات خطيرة، وبالنظر أيضا للقرى المنكوبة في المناطق النائية التي لم تصلها بعد عمليات الإنقاذ والإغاثة. واستأنفت فرق الإنقاذ والإغاثة أول أمس الاثنين عملياتها المكثفة، لفتح معابر إلى قرى بقمم جبال الأطلس الكبير التي يعد الوصول إليها شبه مستحيل برا، نظرا لوجودها في مرتفعات شاهقة منحدراتها وعرة للغاية، كما أن المسالك إليها مقطوعة بتساقط كميات كبيرة من الأحجار والأتربة بفعل الزلزال. وفي انتظار أن يصل المسعفون إلى هذه القرى التي أمست معزولة تماما عن العالم الخارجي بعد الدمار الكبير الذي تسبب فيه الزلزال ونجم عنه اختفاء منازل وبيوت تحت سطح الأرض، يعيش من خرج حيا من بين هذه القبائل المنكوبة المتفرقة بأعالي الجبال وضعا مأساويا للغاية، وسط مناشدات ودعوات عبر وسائط التواصل الاجتماعي، من أجل تداركهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خصوصا وأن بعضهم مصاب بكسور مختلفة وجروح بعضهم خطيرة تتعرض للتفاقم، وجميعهم في حاجة ماسة إلى الدواء والغطاء والتغذية، حيث يبيتون جوعى في العراء يعانون من شدة البرد في خضم رعب شديد من حدوث هزات ارتدادية أخرى.. ومن بين هذه البلدات قرية «إيمولاس» بإقليم تارودانت، حيث الناجون من السكان، من بين أنقاض المنازل المحطمة، يشتكون مما وصفوه ب «كونهم متخلى عنهم في عز هذه الكارثة»، ويناشدون السلطات المحلية التدخل لإنقاذهم مما هم فيه من كرب جراء هذه المأساة الإنسانية التي اهتز لوقعها العالم أجمع. في مقابل ذلك، تسابق القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المساعدة والهلال الأحمر والسلطات المحلية والمتطوعون، إلى جانب فرق الإنقاذ الأجنبية التي حضرت إلى المغرب من أجل الدعم الإنساني، الزمن في تحد مستمر للصعاب ووعورة التضاريس الجبلية للوصول إلى المناطق الأكثر تضررا من هول الزلزال، حيث لا تألو جهدا في البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض وانتشال ضحايا الزلزال العنيف لاسيما في مناطق الحوز ومراكش، وتارودانت. وتستخدم فرق الإنقاذ الشاحنات العسكرية المحملة بالجرافات والمعدات اللوجستية من أجل إعادة فتح الطرقات المغلقة وتسهيل عبور سيارات الإسعاف والشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لساكنة الدواوير المنكوبة في المناطق الجبلية، والتي سويت مساكن العديد منها بالأرض. وقد مكنت هذه الجهود الحثيثة لفرق الإغاثة، أول أمس، من انتشال عدد من جثث الضحايا من تحت أنقاض المباني المهدمة في قرية «ويرغان» بالحوز، فيما ذكرت القوات المسلحة الملكية الجوية، على حسابها على منصة «إكس»، أن مروحيات عسكرية ألقت من الجو بمساعدات إلى المناطق المنكوبة التي يصعب الوصول إليها برا، ونشرت صورا لهذه العمليات الإنسانية التي تتم جوا عبر مروحياتها .. ورغم مرور 4 أيام على وقوع هذا الزلزال العنيف مخلفا ما يقارب 3000 قتلا، فإن الأمل يبقى في العثور على ناجين لم ينقطع بعد، في ظل المجهودات المتواصلة والسريعة لفرق الإنقاذ لغوث وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة. وكانت هزة أرضية وقعت ليلة الجمعة الماضية وحدد مركزها بجماعة إيغيل بإقليم الحوز، تسبب في خسائر مادية وبشرية جسيمة بأقاليم وعمالات الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودانت.