سجل المغرب أعنف هزة أرضية في تاريخه، ضربت إقيلم الحوز مساء الجمعة الماضية، بقوة قدرت حسب مقياس ريشتر 7,2، وبعمق حدد في ثماني كيلومترات حسب وكالة الزلازل المغربية، مخلفا بذلك خسائر بشرية ومادية جسيمة. وقد شهد الإقليم دمار كبيرا، تمثل أساسا في حصد عدد كبير من الأرواح، كما أن عددا من القرى نكبت بسبب طاقة الزلزال العنيف، والتي خزنت لمئات السنين.
ووفق ما أفاد به المعهد الأمريكي للجيولوجيا، فإن التأثير سيكون أساسا على مستوى البنايات التي دمرت بالكامل وكذلك البنيات التحتية وأساسا الطرق، محددا وصول الخسارة المادية إلى 2,5 مليار دولار.
في حين ستفرض عملية إعادة البناء والأعمار حسب المعايير المقاومة للزلازل، تعبئة عشرات الملايين، بالإضافة إلى وقت أطول.
وبخصوص الأثار الإقتصادية التي سيخلفها زلزال الحوز بالمنطقة، يرى محمد الرهج الخبير في الشؤون الإقتصادية، أنه وبما أن الهزة الأرضية ضربت أساسا المداشر والقرى المتواجدة في أعالي جبال الأطلس الكبير، فالإقتصاد المعيشي سيتضرر كثيرا وسيحرم الساكنة التي نجت من الموت من قوت يومها.
في حين لن يشهد الاقتصاد الوطني، أي تضرر لسبب بسيط، وهو أن الأنشطة الاقتصادية متواجدة في وسط المغرب (الدارالبيضاءالرباط قنيطرة الجديدة..) وشمال المغرب خصوصا في طنجة.
وأضاف الرهج في تصريح ل"الأيام24″، أن السياحة بمدن مراكش وأكادير لم تعرف تأثرا لحدود الساعة، كما أن النشاط الفلاحي بتارودانت، مازال مستمرا في الإنتاج، ويمد السوق الداخلية وكذالك التصدير.
وأشار الأستاذ في العلوم الإقتصادية، إلى الدور المحوري الذي سيلعبه صندوق التضامن، الذي تم إحداثه لجمع الأموال قصد إعادة البناء، لتوفير ظروف العيش الكريم لساكنة جبال الأطلس.