مكرسة مواقفها العدائية المتصاعدة تجاه المغرب، استقبلت جنوب إفريقيا، ليلة أمس الثلاثاء، زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، للمشاركة في قمة مجموعة "بريكس"، المنعقدة بجوهانسبورغ، من 22 إلى 25 غشت الجاري. وخصصت بريتوريا استقبالا رسميا لزعيم الجبهة، لدى وصوله مطار "أوليفير تامبو" الدولي، إذ وجد في استضافته وزيرة الخدمات العامة والإدارة نومشولو كيفيت، في خطوة لا تخلو من رسائل استفزازية للمملكة المغربية.
وعلى مدار الأربعة أيام الأخيرة، رفعت جنوب إفريقيا من درجة التصعيد إزاء المغرب منذ إعلان الرباط يوم السبت الفائت، رفضها المشاركة في اجتماع "بريكس/افريقيا"، المرتقب عقده يوم غد الخميس بجوهانسبورغ على هامش قمة "البريكس".
واستندت الرباط في حسم موقفها الرافض للمشاركة في الاجتماع المذكور على عدد من المعطيات، أولها أن "جنوب إفريقيا أبدت، دائما، عدوانية مطلقة تجاه المملكة، واتخذت بطريقة ممنهجة مواقف سلبية ودوغمائية بخصوص قضية الصحراء المغربية"، مثلما جاء في قصاصة نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، انتقدت تدبير بريتوريا "اللاجدي والارتجالي والاعتباطي في مجال تنظيم مثل هذا النوع من الأحداث".
المعطى الثاني الذي دفع المملكة، بشكل استباقي، إلى إشهار ورقة الامتناع عن الاستجابة لدعوة جنوب إفريقيا هو استدعاء الأخيرة جبهة "البوليساريو" للمشاركة في نفس المحفل، وهو ما ألمحت إليه فقرة من القصاصة التي نشرتها "لاماب" على لسان "مصدر مأذون" من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تقول إن "العديد من الدول والكيانات دعيت بشكل تعسفي من قبل البلد المضيف دون أي أساس حقيقي، أو استشارة مسبقة مع البلدان الأعضاء الأخرى في مجموعة "بريكس"".
واختار رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، الرد على الموقف المغربي الرسمي ضمن خطاب وجهه، الأحد الماضي، إلى شعبه، قال فيه إن بريتوريا "تدعم وستواصل دعم الشعوب المهمشة والمضطهدة في شتى بقاع العالم"، مستطردا: "الحرية التي نتمتع بها والتضامن الدولي الذي استفدنا منه يفرض علينا الاستمرار في مساندة الشعوب المستعمرة، والتي تتعرض للميز العنصري، على غرار الشعب الصحراوي"، على حد تعبيره.
وتؤشر هذه المستجدات على أن التوتر السياسي والدبلوماسي الذي يطبع العلاقات المغربية الجنوب إفريقية منذ أعوام، ماض نحو مزيد من التعقيد، في ظل تشبث الجمهورية التي كانت قد صوتت ضد عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، بمساندة الطرح الانفصالي في الصحراء المغربية.