بثت القناة الفرنسية الرسمية "فرانس 5′′، خريطة المغرب كاملة، بعدما دأبت القنوات الفرنسية على نشر خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، من خلال وضع خط يميز الأقاليم الجنوبية للمملكة على باقي الجهات. يأتي هذا في ظل الأزمة التي تمر منها العلاقات بين البلدين. وبالمقابل، في الوقت التي يتزايد فيه الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، ويتراجع نفوذ فرنسا بالقارة السمراء جراء العديد من التحولات التي عرفتها المنطقة، آخرها الانقلابات التي شهدتها منطقة غرب شمال إفريقيا والساحل الإفريقي.
مما يترك السؤال مطروحا حول دلالات الرسالة التي تريد فرنسا بعثها إلى المغرب من خلال هذه الخطوة، وعن إمكانية اعتبار ذلك إشارة من باريس إلى الرباط على الرغبة في ترميم العلاقات التي يطبعها البرود بين البلدين منذ مدة.
تعليقا على ذلك، قال نوفل البعمري، المحامي والمحلل السياسي، إنه "من السابق لأوانه القول إن الأمر يتعلق بمؤشر عن تغير موقف فرنسا من قضية الصحراء".
وأوضح البعمري في حديث ل"الأيام24″، أنه "إلى الآن، نحن أمام خبر تم تقديمه بتلك الصيغة حيث تم إزالة الخط الذي يفصل الصحراء عن باقي التراب المغربي، ما سيجعل هذا الخبر مؤشر هو تكرره في نشرات لاحقة وتحوله لجزء من سياسة تحرير القناة، آنذاك يمكن الحديث عن توجه نحو بلورة موقف فرنسي داعم للوحدة الترابية للمغرب ولمغربية الصحراء، ومقدمة لحوار جدي سياسي و دبلوماسي بين المغرب وفرنسا حول مختلف القضايا التي تهم البلدين على رأسها إعلان فرنسا عن موقف جريء من السيادة المغربية على تراب الاقاليم الصحراوية الجنوبية مع ما يستتبع ذلك من ترجمته دبلوماسيا و سياسيًا".
وأشار المحلل السايسي، أن "المغرب سيكون مُرحبا بأي تحول في الموقف الفرنسي ليلتحق بالموقف الإسباني و الألماني وبموقف الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل"، معتبرا أن هذا التحول "سيكون له انعكاس إيجابي على العلاقة بين البلدين وسيخرجها من وضع الجمود والأزمة التي تسبب فيها الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون".