نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن التوتر بين حلفاء روسيا والغرب يتزايد في وقت اختارت فيه النيجر طرفا من المتنافسين، وبدأت الدول الأوروبية بإجلاء رعاياها عن النيجر يوم الثلاثاء، بعد أسبوع من الانقلاب على الرئيس محمد بازوم. وقالت إن الانقلاب أدى إلى مواجهة بين الدول المتحالفة مع روسيا في غرب إفريقيا والدول التي عملت بشكل قريب مع الولاياتالمتحدة والقوى الغربية. وبدأت عمليات الإجلاء فرنسا -المستعمر القديم للبلد-، ويظهر أن الحكومات الغربية باتت تتعامل مع الوضع بطريقة جدية وإمكان تعرض مواطنيها للخطر، في بلد كان مهما لجهود الولاياتالمتحدة في مكافحة التيارات الجهادية بمنطقة الساحل والصحراء الإفريقية. ويخشى المسؤولون الغربيون من اقتراب النخبة العسكرية التي أطاحت ببازوم أكثر لروسيا، وبخاصة لو قررت فرنساوالولاياتالمتحدة قطع الدعم العسكري والمالي. وفي يوم الأحد، قام آلاف من أنصار الانقلابيين وبعضهم يرفع الأعلام الروسية ورايات تطالب بخروج فرنسا، برمي الحجارة على السفارة الفرنسية في نيامي العاصمة. وأنفقت الولاياتالمتحدة 500 مليون دولار لتسليح جيش النيجر، ولديها 1.100 جندي وقاعدة مسيرات في البلد. وكشف الانقلاب الذي قاده الحرس الجمهوري القوي عن انقسامات بين الجيران في دول غرب إفريقيا، حيث شهد العديد منهم انقلابات ضد الحكومات المنتخبة. ودعمت نيجيريا زعيمة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ايكواس) بازوم، وبخاصة أن لديها حدودا تمتد على مسافة 1.000 ميل مع النيجر. وفرض ايكواس عقوبات تجارية ومالية على النيجر، وهددت بأنها قد تفكر في التدخل العسكري حال فشل العسكر في إعادة بازوم إلى السلطة بعد أسبوعين. وقاد هذا بوركينا فاسو ومالي، البلدين اللذين شهدا انقلابات في السنوات الماضية، إلى تحالف مع روسيا للتهديد بأنها ستدافعان عن الانقلاب العسكري في النيجر لو تدخلت ايكواس. وربما كان الطرفان يصدران تهديدات فارغة من ناحية التدخل العسكري، خاصة أنهما ليسا معنيَيْن بنزاعات حدودية، كما يقول كاميرون هدسون، مدير طاقم المبعوث الأمريكي السابق للسودان. وتواجه مالي وبوركينا فاسو أعباء من ناحية العمليات العسكرية الحدودية ضد المتشددين الإسلاميين، وتواجه نيجيريا معارضة من داخل الجيش لو قررت التدخل، فهي القوة الاقتصادية الأولى في المجموعة وعليها قيادة المهمة لو حدثت. وقال هدسون إن التهديدات من بوركينا فاسو ومالي زادت من الرهانات المالية والعسكرية لأي تدخل في النيجر، وركزت ضوءا على التأثير الروسي في المنطقة. وبدأت فرنسا حضورها العسكري في منطقة الساحل عام 2013 عندما أرسل الرئيس في حينه فرانسوا هولاند قوات فرنسية إلى مالي، إلا أن باريس ركزت جهودها على النيجر بعد انقلاب مالي وبوركينا فاسو، حيث اعتبرت بازوم حليفها.