تجاهلت موسكو الضغوط التي مارستها كل من الجزائروجنوب إفريقيا، أكبر حلفاء جبهة البوليساريو الانفصالية في إفريقيا، ولم توجه الدعوة للجبهة الانفصالية للمشاركة في "قمة روسيا-افريقيا" في سانت بطرسبرغ، والتي انعقدت 27 و28 يوليوز الجاري. وأكد مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف،"مشاركة 49 دولة إفريقية من أصل 54 في القمة" وكانت الجزائروجنوب إفريقيا تعولان على توجيه الكريملن دعوة للبوليساريو، وقبل موعد انعقاد القمة بأشهر قام وفد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا، بزيارة روسيا، وكما جرت العادة أثار قضية الصحراء أثناء لقائه بالمسؤولين الروس. من جهة أخرى، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية، عن رغبته في تعزيز العلاقات الروسية المغربية ومواصلة الزخم الذي تم إطلاقه خلال زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى روسيا عام 2016. وأشاد الرئيس الروسي في كلمة ألقاها، بهذه المناسبة، بالملك محمد السادس، معربا عن أمله في رؤية العلاقات الثنائية تتطور وتسير على نفس الزخم الذي انطلق خلال زيارة جلالة الملك لروسيا في عام 2016. وفي معرض حديثه عن القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي في إفريقيا والعالم، نوه بوتين ب "الإجراءات الهامة التي اتخذها جلالة الملك" لتخفيف التوترات العالمية بشأن المنتجات الغذائية. ومثل المغرب في هذه القمة، التي شارك فيها عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي جدد التأكيد على"التزام المغرب الدائم" بعلاقته مع مختلف شركائه الاستراتيجيين. وأشار أخنوش في هذا الصدد، إلى أن العلاقات الدبلوماسية المتميزة التي تربط المغرب بروسيا منذ القرن الثامن عشر تعززت بشكل كبير منذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لموسكو في عام 2016. وذكر رئيس الحكومة بأنه تم بهذه المناسبة إرساء شراكة استراتيجية معمقة، تهم مجموعة واسعة من مجالات التعاون، من بينها الزراعة والطاقة والصيد البحري والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والتعليم العالي. كما أشار أخنوش إلى أن القمة الروسية الأفريقية الثانية تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح، يتسم بعدم الاستقرار وتصاعد الصراعات والتوترات في عدة مناطق من العالم. وسجل رئيس الحكومة أن هذه القمة تنعقد في سياق دولي مضطرب وغير واضح المعالم، يطبعه عدم الاستقرار وتزايد حدة الصراعات والتوتر في عدة مناطق من العالم. وفي هذا السياق، أوضح أخنوش المحددات الجوهرية والأساسية التي ينبني عليها موقف المغرب فيما يتعلق بالأزمات الراهنة. ويتعلق الأمر بحسبه باحترام الوحدة الترابية للدول الأعضاء في الأممالمتحدة، واحترام مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، والتشبث بالطرق السلمية لحل النزاعات وتجنب استعمال القوة. وفي هذا السياق، وبالنظر إلى التحديات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية على مستوى الأمن الغذائي والطاقي، خاصة في القارة الإفريقية، يتابع رئيس الحكومة، فإن المملكة المغربية تؤمن بالحاجة إلى تكثيف الجهود وتشجيع التعاون الدولي والإقليمي، لمواجهة تحديات هذه الأزمة وإزالة العراقيل، وبناء مستقبل يمكن جميع دول القارة من ضمان أمنها الغذائي وكذا في مجال الطاقة. كما أعرب عن تطلع المغرب لأن تمكن هذه القمة من تعزيز هذه العلاقات وإطلاق مجالات تعاون مبتكرة، كفيلة بالنهوض بالتنمية وتوطيد الأمن والاستقرار بقارتنا الأفريقية، وبفتح آفاق أوسع أمام مستقبل العلاقات الأفريقية الروسية. وكان رئيس الحكومة قد حل، أول أمس الخميس بسان بطرسبورغ، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الثانية روسيا-افريقيا. وضم الوفد المغربي المشارك في القمة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة وسفير المغرب بروسيا، لطفي بوشعرة.