في الوقت الذي تتوالى فيه المواقف الدولية الداعمة لمغربية الصحراء، تقف فرنسا موقف المتفرج إزاء التطورات الماضية في اتجاه دعم المقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية كحل أنسب لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية. الأمر الذي تُطرح معه عديد التساؤلات حول أسباب تأخر باريس في اللحاق بركب باقي الدول -خاصة الأوروبية منها: كإسبانيا وألمانيا- المعترفة بسيادة المغرب على صحرائه. في هذا الصدد، قال أمين صوصي علوي، المحلل السياسي والمتخصص في تحليل البروباغندا التطبيقية، إن "الموقف الفرنسي آتٍ في المستقبل، ولا شك أن الفرنسيين يدرسون الآن هذه الخطوة وتبعاتها"، متوقعا أن "تفاجئنا فرنسا في يوم من الأيام أو ربما خلال الأشهر القادمة بموقفها، فالوضع لن يحتمل هذا الموقف المتشنج وهذا التلكؤ".
وأكد صوصي علوي في تصريح ل"الأيام24″، أنه "أن فرنسا لن تخرج عن الإجماع الأوربي، خاصة أن كُبرَيات دول أوروبا أقرت بمغربية الصحراء وبحل النزاع عبر المقترح المغربي".
وتابع: "فرنسا كانت أحد المتسببين الكبار نزاع الصحراء المغربية المفتعل، وكذلك إسقاطات هذا النزاع على دول الجنوب، باعتبار فرنسا أحد أهم الدول الإستعمارية التي كانت تسيطر إلى وقت قريب على رقعة كبيرة من الجغرافيا الإفريقية".
ولفت المتحدث أن "المغرب لاعب أساسي في إفريقيا، وبدأ يحقق إنجازات كبيرة بدفع الدول التي كانت تتلكأ إلى وقت قريب إلى إبراز مواقف إيجابية واضحة من مغربية الصحراء، وجعل هذا الاعتراف والخروج إلى الوضوح معياراً لقياس صدق النوايا وإيجابية المواقف تجاه المغرب، وعليه بنى نوعاً جديداً من الشراكات".
واعتبر صوصي علوي، أن "كل ما يحدث الآن من تشنج في العلاقات المغربية الفرنسية هو تشنج مرحلي"، مؤكدا أن "فرنسا ستلين، لأنها تدرك أن المغرب بات الشريك الأكبر للدول الكبرى في إفريقيا بحكم تزايد نفوذه وتطور وسائله السياسية وأدواته الإقتصادية على ملفات أخرى كثيرة منها الأمني وكذلك الجيوسياسي".
وتابع المتحدث: "فرنسا تحاول دفع المغرب إلى تقبل بقائها في الجانب الرمادي، لكن لا شك أن صبر المغرب وقوة موقفه ستدفعها إلى تغيير موقفها عاجلا أم آجلاً".
واعتبر الباحث السياسي، أن "اعتراف فرنسا التام بمغربية الصحراء سيؤدي لا محالة إلى إعلان مواقف أخرى خاصة في منطقة الساحل"، مردفا أن "الاعتراف بمغربية الصحراء هو اعتراف بنفوذ المغرب، وسيدفع بفرنسا إلى تغيير الكثير من سياساتها ليس تجاه المغرب فقط، ولكن تجاه إفريقيا".
وأشار المتحدث، أن "هناك عوامل أخرى قد تشوش على هذا الاعتراف، خاصة العلاقات المغربية الجزائرية والعلاقات الفرنسية الجزائرية"، معتبرا في الآن ذاته أن هذا الأمر "ليس بتلك الأهمية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، لأن ما يهم فرنسا هو وضعها في إفريقيا".
وفي ختام حديثه ل"الأيام24″، شدد صوصي علوي، على ضرورة أن "تتخذ فرنسا موقفا واضحا كي لا تضيع مصالحها أكثر"، مؤكدا حاجة باريس، "الآن أكثر من ذي قبل، إلى تطوير مصالحها مع الدول بعيداً عن الرؤية الكولونيالية".