كانت حكومة جنوب أفريقيا ستعتقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا دخل البلاد، وفقا لإفادة خطية من وزارة العدل نشرها التحالف الديمقراطي المعارض يوم الجمعة. وبعد أشهر من الغموض، أعلنت جنوب أفريقيا وروسيا هذا الأسبوع إن بوتين لن يسافر إلى جنوب أفريقيا لحضور قمة مجموعة بريكس التي تضم البرازيلوروسيا والهند والصين في جوهانسبرغ في الفترة من 22 وحتى 24 غشت المقبل، وإنما سيشارك عبر الفيديو. وقد رفع التحالف الديمقراطي ومنظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان دعوى قضائية في المحكمة العليا في بريتوريا لإجبار الحكومة على اعتقال بوتين إذا دخل البلاد. ووصفت شينيلا محمد المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في جنوب أفريقيا البيان بأنه "انتصار لسيادة القانون والعدالة الدولية، ولكن الأكثر أهمية بالنسبة للضحايا في أوكرانيا". يذكر أن هناك مذكرة اعتقال دولية صادرة ضد بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا وسط الغزو الشامل الذي أطلقه ضد أوكرانيا قبل نحو 17 شهرا. وبوصفها عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، كان من واجب جنوب إفريقيا نظريا توقيف الرئيس الروسي في حال دخوله أراضيها. وكان رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا اعتبر في وثائق نشرت، الثلاثاء الماضي، أن توقيف فلاديمير بوتين سيكون بمثابة إعلان حرب على روسيا، في خضم نقاش وطني حول استقبال البلاد للرئيس الروسي للمشاركة في قمة بريكس. لكن الكرملين قال، في، اليوم نفسه، إن روسيا لم تبلغ جنوب أفريقيا بأن القبض على الرئيس فلاديمير بوتين، بناء على مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية، سيعني "إعلان حرب". وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين أنه، مع ذلك، يدرك الجميع، دون توضيح ذلك لهم، ما تعنيه محاولة التعدي على حقوق بوتين. وكانت القضية قد اتخذت منعطفاً قانونياً حيث طلب التحالف الديموقراطي، الذي يعدّ الحزب المعارض الرئيسي في جنوب إفريقيا، من المحاكم إجبار الحكومة على ضمان اعتقال بوتين وتسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا وطأت قدماه البلاد. وفي مقابلة مع وسيلة إعلام محلية نُشرت مؤخرًا، قال نائب رئيس جنوب إفريقيا بول ماشاتيلي إنّ حكومته تسعى إلى إقناع فلاديمير بوتين بعدم المجيء إلى القمة.