"الرسالة الملكية الجوابية لرئيس الوزراء الإسرائيلي تقدم رؤية مغربية واضحة لمسيرة السلام بالشرق الأوسط وتعبر عن إرادة سامية وتصميم ملكي لتعزيز العلاقات الثنائي"، هكذا بدأ محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية تعليقه على الرسالة الجوابية التي بعثها جلالة الملك محمد السادس إلى بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء بعد قرار إسرائيل الاعتراف بمغربية الصحراء.
بودن أكد في التصريح الذي أدلى به ل"الأيام" أنه من الواضح أن العمل الذي تم القيام به منذ توقيع الاتفاق الثلاثي في دجنبر 2020 يتحول في بعده الثنائي إلى إجراءات منسقة ورؤية بعيدة النظر في نطاقها و شاملة في مضمونها مما يدل على إرادة ثنائية للعمل، مضيفا أن الرسالة الملكية الجوابية أكدت على موقف المملكة المغربية الثابت والمتوازن بخصوص القضية الفلسطينية وما يخص الطابع الخاص لمدينة القدس المقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، فضلا عن كون أن العلاقات بين المغرب وإسرائيل من شأنها أن تخدم معادلة السلام و تحسن الأمن الإقليمي، وبالتالي فإن موقف جلالة الملك رئيس لجنة القدس ينطلق من المبادئ المؤطرة للإعلان الثلاثي المغربي الأمريكي الإسرائيلي في ظل وجود امال معقودة على الانخراط القوي والبناء للمملكة المغربية لإرساء سلام عادل ودائم بالشرق الأوسط باستحضار الروابط التي تجمع جلالة الملك محمد السادس والجالية اليهودية المغربية المقيمة في المغرب وعبر العالم بما في ذلك إسرائيل.
ويرى رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أضاف أيضا أن الرسالة الملكية الجوابية للوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبرز للمجتمع الدولي الدور الذي يقوم به جلالة الملك الذي يعتنق قيم التوافق والحوار والسلام بنظرة واسعة للعالم، حيث يظل المغرب مقتنعا بضرورة الخروج من منطق الصراع والصدام إلى منطق التوافق والحوار وتجاوز انسداد الوضع الراهن وتعزيز إجراءات بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، خاصة وأن هذه الرسالة تناولت سبل البناء على الزخم القوي الذي أوجده الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء في سياق دينامية دولية لدعم سيادة المغرب على صحرائه على غرار مواقف قوى دولية كبرى و لها وزن جيوسياسي اقتصادي دولي.
وأكد بودن أن الالتزام الشخصي لجلالة الملك بتحديد البيئة الاستراتيجية المستقبلية لإرساء سلام عادل ودائم بين شعوب منطقة الشرق الأوسط وجعل العلاقات الثنائية تتقدم ودعوة الوزير الأول الإسرائيلي للقيام بزيارة للمغرب في الوقت المناسب يمثل فرصة لبعث عملية السلام التي تعرف انسدادا خطيرا ويقدم رؤية بناءة وقيمة لكيفية التعامل بحكمة مع الوضع الحاصل، خاصة، وأنها ليست المرة الأولى التي يتلقى فيها مسؤولون إسرائيليون دعوات رسمية ويزورون بلدانا عربية ويلتقون بقادتها من أجل بحث الوسائل الكفيلة بإعادة تنشيط المسار التفاوضي.