توصل أمس الإثنين، جلالة الملك، محمد السادس، برسالة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تؤكد اعتراف إسرائيل ب"سيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية". وأكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة". وأكد، أيضا، على أنه سيتم "إخبار الأممالمتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية" بهذا القرار. وفي رسالته إلى جلالة الملك أفاد الوزير الأول الإسرائيلي بأن إسرائيل تدرس، إيجابيا، "فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة"، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا". خطوة استراتيجية وفي هذا السياق، أكد محمد بودن أنه رغم تعدد أبعاد العلاقات المغربية – الإسرائيلية إلا أن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه "يمثل العمود الفقري للعلاقات، والمغرب اختار الاعتراف الدولي كهدف إستراتيجي وإدراك الشركاء التقليديين والجدد لحيوية ملف الصحراء المغربية كأولوية وطنية". وقال رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية ضمن تصريح خص به جريدة "المغرب 24" إنه "من المؤكد أن الخطوات والاتفاقات الثنائية المطبوعة بالبراغماتية والواقعية ستقضي على الأطروحات المتطرفة لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية ولها تأثير إيجابي على الحقوق السيادية للمغرب المستويات السياسية والقانونية والدبلوماسية من منطلق قناعة الدبلوماسية المغربية بالبناء المتواصل وسمو الأفعال على الأقوال وعدم وجود طريق مختصر في العمل الدبلوماسي الجاد". - Advertisement - وأضاف ذات المتحدث أنه "من المؤكد أن اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه ستنطلق العلاقات نحو تعاون ومشاركة أعمق ومستوى العلاقات بين الجانبين ليس مهما لمصالحهما فقط بل أيضا لمصلحة الحلول السلمية في الشرق الأوسط". وتابع "قرار اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء يمثل خطوة استراتيجية في أطار الدينامية المتطورة و الإيجابية التي تعرفها العلاقات بين البلدين بفضل الرؤية السديدة لجلالة الملك محمد السادس والخطوات التي اتخذها الجانبان من أجل نمو مختلف أوجه التعاون". وأكد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أنه من شأن هذا الاعتراف أن "يتغلب على مختلف التباينات في المواقف كونه يلبي تطلعات المغرب ويتفاعل مع مطالباته لشركائه، ويعبر هذا الاعتراف بشكل صريح عن مدى ادراك إسرائيل للمحددات التي وردت في مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب بتأكيد جلالته على أن ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم و هو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات و نجاعة الشراكات". وشدد محمد بودن على أن هذا القرار "لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الموقف المغربي الثابت و الداعم للقضية الفلسطينية و التزام المغرب بقيادة جلالة الملك رئيس لجنة القدس بدوره الفاعل لخدمة مسيرة السلام و الاستقرار في الشرق الأوسط". - Advertisement - مكاسب وإنجازات دبلوماسية أما فيما يخص المكاسب السياسية لهذا القرار، اعتبر محمد بودن أن ثمة مكاسب عديدة لقرار اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه، حيث إنه يأتي "في سياق تراكم المكاسب والانجازات الدبلوماسية ويندرج في إطار توجه دولي واسع النطاق تولدت عنه قناعة متزايدة لدعم سيادة المغرب على صحرائه ودعم مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل واقعي وجاد وذي مصداقية على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية الوازنة فضلا عن تزكية أطراف دولية لموقفها السيادي بفتح 28 قنصلية بالصحراء المغربية". واعتبر المحلل السياسي أن "القرار يمثل ترجمة لطفرة العلاقات الثنائية بين البلدين ومن شأنه أن يدفع إلى جلب استثمارات إسرائيلية في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والبنيات التحتية وغيرها للمساهمة في تعزيز الجهد التنموي بالصحراء المغربية وتوفير مناصب الشغل للشباب." كما أن القرار يمثل دعما صريحا للمصالح الجوهرية للمملكة المغربية و يساعد على تعزيز دعم سيادة المغرب لصحرائه عبر العالم من منطلق شبكة علاقات إسرائيل في مناطق جيوسياسية عديدة، وفقا لمحمد بودن. وشدد رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، على أن هذا القرار من شأنه أن "يخلق ديناميكية دولية أخرى لدعم سيادة المغرب على صحرائه سواء على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية أو على مستوى الدول الصديقة لإسرائيل عبر العالم". وخلص ذات المتحدث بالقول إن "قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه يعكس مدى تأثير الدبلوماسية الملكية والتزامها الأساسي بحماية المصالح الوطنية في إطار من الواقعية الدبلوماسية القائمة على مرتكزي الوضوح و الطموح".