سلّط محمد بودن، محلل سياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، (سلّط) الضوء على الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، مُعدّدا في السياق ذاته 5 مكاسب وراء هذا القرار التاريخي، الذي يأتي بعد توقيع الاتفاقية الثلاثية دجنبر 2020. اعتراف تاريخي أفاد بودن، وفق تصريح له توصل به موقع "أخبارنا"، أن هذا القرار "يمثل خطوة استراتيجية في إطار الدينامية المتطورة والإيجابية التي تعرفها العلاقات بين البلدين، بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، والخطوات التي اتخذها الجانبان من أجل نمو مختلف أوجه التعاون". وزاد المحلل السياسي نفسه أن "من شأن هذا الاعتراف أن يتغلب على مختلف التباينات في المواقف، لكونه يلبي تطلعات المغرب، ويتفاعل مع مطالباته لشركائه"، مضيفا أنه "يعبر بشكل صريح عن مدى إدراك إسرائيل للمحددات التي وردت في مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب". الخطاب عينه أكد فيه الملك، وفق بودن دوما، على أن "ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغرب الى العالم؛ وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات". كما لفت المصدر ذاته إلى أن هذا القرار "لن يؤثر، بأي شكل من الأشكال، على الموقف المغربي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والتزام المغرب بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بدوره الفاعل لخدمة مسيرة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". مكاسب دبلوماسية عدّد بودن 5 مكاسب دبلوماسية لقرار اعتراف إسرائيل بسيادة المغرب على صحرائه؛ أولا: "يأتي في سياق تراكم المكاسب والإنجازات الدبلوماسية، ويندرج في إطار توجه دولي واسع النطاق تولدت عنه قناعة متزايدة لدعم سيادة المغرب على صحرائه، ودعم مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل واقعي وجاد وذي مصداقية، على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية الوازنة، فضلا عن تزكية أطراف دولية لموقفها السيادي بفتح 28 قنصلية بالصحراء المغربية". ثانيا، يشرح المحلل السياسي، "يمثل القرار ترجمة لطفرة العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن شأنه أن يدفع إلى جلب استثمارات إسرائيلية في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والبنيات التحتية وغيرها، للمساهمة في تعزيز الجهد التنموي بالصحراء المغربية وتوفير مناصب الشغل للشباب". ثالثا، يقول رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، "يمثل القرار دعما صريحا للمصالح الجوهرية للمملكة المغربية، ويساعد على تعزيز دعم سيادة المغرب لصحرائه عبر العالم، من منطلق شبكة علاقات إسرائيل في مناطق جيوسياسية عديدة". أما المكسب الرابع، وفق بودن، "فمن شأن هذا الاعتراف أن يخلق ديناميكية دولية أخرى لدعم سيادة المغرب على صحرائه، سواء على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، أو على مستوى الدول الصديقة لإسرائيل عبر العالم". إن المكسب الخامس يكمن في "كون قرار إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، يعكس مدى تأثير الدبلوماسية الملكية والتزامها الأساسي بحماية المصالح الوطنية، في إطار من الواقعية الدبلوماسية القائمة على مرتكزي الوضوح والطموح".