في انتصار دبلوماسي جديد، لصالح القضية الوطنية الأولى، قررت اليوم الإثنين إسرائيل، بشكل رسمي، الاعتراف بمغربية الصحراء وسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وهو الموقف الذي جاء في ظل الزحم والدعم الدولي المتواصل لمبادرة الحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب منذ سنة 2007 لحل النزاع المفتعل حول هذه القضية. وجاء الإعلان عن قرار إسرائيل، ضمن رسالة توصل بها الملك محمد السادس من الوزير الأول لدولة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن بلاده "تدرس إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة". محمد بودن، المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أفاد أن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء "يمثل خطوة استراتيجية في إطار الدينامية المتطورة والإيجابية التي تعرفها العلاقات بين البلدين بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس والخطوات التي اتخذها الجانبان من أجل نمو مختلف أوجه التعاون". بودن أكد أيضا ضمن تصريح ل"برلمان.كوم" علاقة بهذا الموضوع، أن هذا القرار من شأنه أن "يتغلب على مختلف التباينات في المواقف، لكونه يلبي تطلعات المغرب ويتفاعل مع مطالباته لشركائه، ويعبر هذا الاعتراف بشكل صريح عن مدى ادراك إسرائيل للمحددات التي وردت في مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى ال69 لثورة الملك والشعب، والذي أكد فيه الملك محمد السادس أن ملف الصحراء المغربية هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس به صدق الصداقات ونجاعة الشراكات". وفي نفس السياق، اعتبر بودن أن هذا القرار "لن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الموقف المغربي الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، والتزام المغرب بقيادة الملك رئيس لجنة القدس بدوره الفاعل لخدمة مسيرة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وبشأن الأبعاد الاستراتيجية ومكاسب الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، أوضح المحلل السياسي ذاته، أن القرار يأتي في سياق "تراكم المكاسب والانجازات الدبلوماسية، ويندرج في إطار توجه دولي واسع النطاق تولدت عنه قناعة متزايدة لدعم سيادة المغرب على صحرائه، ودعم مبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل واقعي وجاد وذي مصداقية على غرار ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدد من الدول الأوروبية الوازنة، فضلا عن تزكية أطراف دولية لموقفها السيادي بفتح 28 قنصلية بالصحراء المغربية". وأبرز المتحدث، أن هذا القرار يمثل كذلك "ترجمة لطفرة العلاقات الثنائية بين البلدين"، مشددا على أن هذا الاعتراف من شأنه أن يدفع إلى "جلب استثمارات إسرائيلية في مجالات الطاقة والسياحة والتجارة والبنيات التحتية وغيرها، للمساهمة في تعزيز الجهد التنموي بالصحراء المغربية وتوفير مناصب الشغل للشباب". "ويمثل قرار الدولة الإسرائيلية دعما صريحا للمصالح الجوهرية للمملكة المغربية ويساعد على تعزيز دعم سيادة المغرب لصحرائه عبر العالم من منطلق شبكة علاقات إسرائيل في مناطق جيوسياسية عديدة"، يقول رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية. كما أن هذا الاعتراف من شأنه، وفقا لبودن، أن يخلق ديناميكية دولية أخرى لدعم سيادة المغرب على صحرائه سواء على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، أو على مستوى الدول الصديقة لإسرائيل عبر العالم، فيما يعكس أيضا مدى تأثير الدبلوماسية الملكية والتزامها الأساسي بحماية المصالح الوطنية في إطار من الواقعية الدبلوماسية القائمة على مرتكزي "الوضوح والطموح". وخلال شهر يونيو الماضي، دعا رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمير أوحانا، حكومة بلاده إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، خلال زيارة عمل رسمية قام بها للمملكة. وكان المغرب وإسرائيل قد قرر استئناف العلاقات الدبلوماسية والتعاون بين البلدين 2020، لينضم عقب ذلك المغرب إلى الدول العربية الموقعة مع إسرائيل وبرعاية الولاياتالمتحدةالأمريكية على "اتفاقات أبراهام".