أدلت والدة الفتى نائل الذي قتل برصاص الشرطة خلال عملية تفتيش على الطريق بنانتير في ضواحي باريس، بشهادة مؤثرة لبرنامج "C à vous" على قناة (فرانس 5). وقالت: "رأى وجها عربيا (في إشارة إلى الشرطي) لطفل صغير فأراد أن يسلب حياته".
وأضافت "لم يكن مضطرا لقتل ابني، كان يمكن أن يلجأ إلى طرق أخرى للقيام بذلك، رصاصة؟ من هذه المسافة القريبة من صدره؟ كانت هناك طرق أخرى لإخراجه (من السيارة)"، متسائلة "إلى متى سيستمر هذا؟ كم عدد الأطفال الآخرين الذين سيقتلون على هذا النحو؟".
وطالبت بأن تكون العدالة حازمة مع قاتل ابنها، وأن تكون العقوبة على قدر الجرم المرتكب، "وليس بعد ستة أشهر، يكون (الشرطي) في الخارج".
ويأتي تصريح والدة القاصر في الوقت الذي تتهم فيه الشرطة الفرنسية من قبل عدة منظمات حقوقية بممارسة العنف والعنصرية.
وبالفعل طلبت الأممالمتحدة، أمس الجمعة، من فرنسا معالجة مشكلات العنصرية والتمييز العنصري التي وصفتها بأنها "متجذرة" في صفوف قوات الأمن، بعد ثلاثة أيام من مقتل الفتى نائل.
وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم المفوضية، "نأخذ علما بأنه بوشر التحقيق في عملية قتل متعمدة مفترضة. حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشكلات العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن".
وفي اليوم نفسه، أشارت الكونفدرالية النقابية الدولية إلى استفحال العنف الشرطي والاعتقالات العشوائية خلال المظاهرات المناهضة لإصلاح التقاعد المثير للجدل.
وفي وقت سابق، طالب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدةفرنسا ببذل مزيد من الجهود لتعزيز حقوق الإنسان في البلاد، مشيرا إلى الهجمات على المهاجرين والتمييز العنصري والعنف الشرطي واستخدام القوة المفرطة من قبل السلطات أثناء المظاهرات.
وقتل نائل (17 عاما)، برصاص شرطي خلال عملية تفتيش مروري في نانتير. لكن مقطع فيديو لهواة انتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم عبر وسائل الإعلام يظهر شرطيا يطلق النار على القاصر، يتناقض مع النسخة الأولية للشرطي الذي أطلق النار وزميله، ما أثار السخط والغضب في البلاد.