تعهد قائد المجموعة الروسية شبه العسكرية، التي تبنت الهجوم الأخير على الأراضي الروسية، بمزيد من الغارات عبر الحدود داخل روسيا، وكشف عن احتجاز أسرى من الروس والعودة بهم لأوكرانيا. وقال دينيس كابوستين، قائد فيلق المتطوعين الروس: "أعتقد أنكم سوف ترونا مرة أخرى على هذا الجانب (من الحدود داخل روسيا)". وأعلنت روسيا أنها تصدت لتلك الغارة وقتلت أكثر من 70 متمردا، كما تعهد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو "برد قاس" على أي توغلات مستقبلية. ونفت أوكرانيا رسميا تورطها في ذلك الهجوم، الذي انطلق من داخل أوكرانيا. وأعلن "فيلق المتطوعين الروس"، ومجموعة أخرى مسلحة تعرف باسم "جيش الحرية لروسيا"، الوقوف وراء غارة يوم الاثنين على منطقة بيلغورود داخل الأراضي الروسية. وفي حديث يوم الأربعاء إلى صحفيين على الجانب الأوكراني من الحدود، قال كابوستين، واسمه الحركي وايت ريكس، "نحن راضون عن نتيجة الغارة". وأضاف أن مجموعته تمكنت من الاستيلاء على "بعض الأسلحة"، بما في ذلك ناقلة جند مدرعة، واحتجزت أسرى خلال العملية، قبل مغادرة الأراضي الروسية بعد 24 ساعة. وقال إن اثنين من مقاتلي مجموعته أصيبا خلال الهجوم، نافيا مزاعم الجيش الروسي بوقوع خسائر فادحة في صفوف المهاجمين. روسيا تتوعد برد قاس بعد التوغل داخل حدودها واشنطن تدعم تزويد كييف بطائرات إف 16 ومخاوف من "إثارة قضايا حساسة" صور بالأقمار الصناعية تكشف تعزيز روسيا لدفاعاتها استعدادا لهجوم أوكراني مرتقب وفي سياق منفصل، قالت مجموعة "جيش الحرية لروسيا" إن اثنين من أفرادها قتلا، فضلا عن جرح عشرة آخرين. ولم يتم التحقق من صحة ادعاءات الطرفين المتحاربين بشكل مستقل. في المؤتمر الصحفي، نفى كابوستين تقارير استخدام مقاتليه أسلحة قدمها الحلفاء الغربيون لأوكرانيا للمساعدة في الدفاع عن نفسها ضد الغزو الروسي الشامل الذي بدأ في فبراير/شباط 2022. وتصف روسيا القوات التي عبرت حدودها بالمقاتلين الأوكرانيين، لكن كييف تقول إن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى مجموعتين شبه عسكريتين روسيتين مناهضتين للكرملين. تقول المجموعتان إنهما تريدان تفكيك نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقد وُصِفتا في الماضي بأنهما جزء من فيلق دولي يشارك في الدفاع عن أراضي أوكرانيا. وبرز فيلق المتطوعين الروس في مارس/آذار 2023، حيث شارك في غارة عبر الحدود في منطقة بريانسك الروسية، وأعلن وقتها مشاركة 45 شخصا من الفيلق في تلك الغارة. وفي وقت سابق يوم الأربعاء، أطلع وزير الدفاع الروسي شويغو المسؤولين العسكريين الروس على رد موسكو على غارة بيلغورود. وقال إن "أكثر من 70 قوميا أوكرانيا" قتلوا، وأجبر الباقون على العودة إلى أوكرانيا. وأضاف وزير الدفاع الروسي: "سنواصل الرد على مثل هذه الأعمال التي يقوم بها المسلحون الأوكرانيون بسرعة وبقسوة شديدة". EPA نشرت روسيا صورا لمركبات عسكرية غربية مهجورة أو متضررة، لكن بعض الخبراء يشككون في أنها حقيقية وتقول موسكو إن عدة مدنيين أصيبوا خلال التوغل. ونشرت روسيا صورا لمركبات أمريكية مدمرة على ما يبدو في موقع القتال في منطقة بيلغورود، لكن بعض الخبراء العسكريين والمدونين الأوكرانيين أشاروا إلى إمكانية أن يكون الأمر مسرحية أخرجتها روسيا. وقالت الولاياتالمتحدة إنها متشككة في صحة التقارير التي تتحدث عن استخدام أسلحة قدمتها الولاياتالمتحدة إلى أوكرانيا، في عملية التوغل، وإنها لا "تشجع أو تمكن من شن ضربات داخل روسيا". لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال إن المركبات دليل على تنامي التدخل العسكري الغربي في أوكرانيا. وأضاف: "ليس سرا بالنسبة لنا أن المزيد والمزيد من المعدات يتم تسليمها إلى القوات المسلحة الأوكرانية. وليس سرا أن هذه المعدات تستخدم ضد جيشنا". وتابع بيسكوف: "نحن نستخلص النتائج المناسبة". في غضون ذلك، يبدو أن الهجمات في المنطقة مستمرة من خلال الطائرات المسيرة. وقال حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، إن الهجمات التي شنتها الطائرات المسيرة خلال الليل تم التعامل معها في الغالب من خلال الدفاعات الجوية، لكن بعض الأضرار لحقت بالسيارات والمنازل الخاصة والمباني الإدارية. وأضاف أنه لم يصب أحد في الهجمات. واندلع "حريق صغير" نجم عن تدمير أحد خطوط أنابيب الغاز في منطقة غرايفورون. وباتت الهجمات التي كانت تعد ذات مستوى منخفض في المناطق الحدودية الروسية مثل بيلغورود وبريانسك متكررة في الأسابيع الأخيرة. وأخلت السلطات الروسية قرى في بيلغورود قرب الحدود يوم الاثنين، بعد وقوع إطلاق نار بها. وقد أدت غارة يوم الاثنين إلى إعلان موسكو عملية لمكافحة الإرهاب، ومنح سلطات المنطقة صلاحيات خاصة لتضييق الخناق على الاتصالات وتحركات الناس. ولم تُرفع الإجراءات إلا بعد ظهر اليوم التالي.