كشف بلال التليدي، الكاتب والمحلل السياسي، أن زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لروسيا؛ والمرتقبة في يونيو المقبل؛ لن تحدث تأثيرا على العلاقة الروسية-المغربية، وأن الجزائر ستبقى بعيدة عن تحقيق التوازن العسكري في المنطقة. وأوضح التليدي، في حديث ل "الأيام 24″، أن "الأمر لا يرتبط فقط بالعلاقة بين الجزائروروسيا؛ وإنما يرتبط أيضا بالعلاقة المغربية الروسية. فقد حدثت مؤشرات مهمة تبرز تطور هذه العلاقات، وأن المغرب تجاوز مرحلة الطلب على حياد روسيا إلى مرحلة أخرى هي أن تصير العلاقات الروسية-المغربية محددا أساسيا في إحداث تحولات كبيرة على مستوى الصحراء المغربية وعلى مستوى موقف بناء الصحراء".
وأكد المتحدث أن "روسيا لا يمكنها أبدا أن تخطو أي خطوة في تجاه دعم الموقف الانفصالي بشأن الصحراء"، مرجعا ذلك إلى كون العلاقات المغربية-الروسية قد وصلت إلى مستوى متقدم. وأشار التليدي إلى الدور المغربي في بيع النفط الروسي و ان هناك "حديثا عن بيع هذا النفط في المياه المغربية إلى أوروبا".
وارتباطا بمدى استفادة الجزائر من هذه الزيارة؛ يُرجِّح التليدي أن يكون "الرابح الأكبر من هذه الزيارة هو روسيا ودون أن تستطيع الجزائر أن تحقق في مقابلها شيئا سوى أن تراهن على السلاح أو على الصفقة الروسية من أجل إحداث توازن عسكري في المنطقة بعد بروز مؤشرات متعددة على اختلال هذا التوازن لفائدة المغرب بسبب رهانه على التكنولوجيا العسكرية وعلى توطين صناعة ال"درون" في المغرب". وأضاف أن زيارة تبون هذه تندرج في سياق "إبرام صفقة ليست بالحجم الذي كان يتم تصويره في وقت من الأوقات، إنما صفقة حد أدنى لا تغضب الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا أوروبا، ولكن يستطيع فيها الجزائريون إقناع الرأي العام بأن الجزائر تمضي في اتجاه إحداث نوع من التوازن العسكري في المنطقة. لكن في تقديري أن كل ما ستحصل عليه الجزائر سيبقى بعيدا عن تحقيق هذا التوازن".