كشف جلال المعطى، الخبير في القضايا البيئية والمجالية، أن التساقطات المطرية؛ التي يشهدها المغرب هذا الأسبوع؛ ستساهم نسيبا في تحسين حقينة السدود المغربية، وتحسين نسبي لمحصول الزراعات الخريفية. وأوضح المعطى، في حديث ل "الأيام 24″، أن التساقطات الأخيرة لن تساهم بشكل مباشر في زيادة المحصول الزراعي للموسم الفلاحي 2022-2023، ولكن بمكنها نسبيا أن تغذي حقينة السدود وتساهم نوعا ما في تغذية الفرشة المائية التي تعتمد عليها الفلاحة ومجموعة من المدن والمناطق لتوفير الماء الصالح للشرب للساكنة".
كما ستنعش هذه الأمطار أيضا المزروعات الخريفية والأشجار المثمرة؛ التي من شأنها تحقيق رفع طفيف للمحصول الزراعي للمغرب، حسب المتحدث نفسه. وأشار إلى أن الفلاحة تشكل حوالي 14 في المائة من الناتج الوطني، وتوفّر أكثر من مليون منصب شغل مباشر؛ ما يؤثر على التوازنات الاقتصادية والماكرواقتصادية للمغرب.
وأبرز الخبير أن "مستوى السدود سيزداد ببضع أمتار مكعبة بفضل هذه الأمطار؛ فعلى الأقل ستحاول أن تنقص من الخصاص المهول للمياه". وبيّن أن "الماء هو مادة حيوية أساسية يعتمد عليها المغرب بالنسبة للماء الصالح للشرب والزراعة ومن أجل إنتاج الطاقة الهيدرومائية".
وخلص جلال المعطى إلى أنه "يجب انتظار آثار وخيمة للتغيرات المناخية؛ من الظواهر القصوى". مذكّرا بأن المملكة تعرف فياضانات وسيول خلال هذه الفترة الصيفية. كما تشهد سقوط البرد بدلا من الأمطار؛ ما قد يؤثر سلبا في الإنتاج الزراعي.
ولفت الخبير في المجال البيئي والمجالي إلى أن المغرب قد شهد "ثلاث سنوات من الجفاف، كانت نسبة التساقطات خلالها أقل من المتوسط. وسجلت هذه السنة بوادرا متوسطة مستحسنة، لكن في الأشهر القليلة الماضية لم تكن هناك تساقطات مهمة". وتابع أنه " بلغت مرحلة الحصاد؛ وبالتالي يمكن أن نعتبر بأن حصيلة المنتوج الفلاحي -خصوصا مزروعات القمح والشعير -لن تكون في مستوى التطلعات التي بنيت عليها فرضيات بداية السنة".