تعم حالة من التفاؤل وسط المهنيين بالقطاع الفلاحي بعد الأمطار التي تهاطلت على المغرب خلال الأيام الماضية، والتي من شأنها أن تعيد الأمل في تدارك الزراعات الخريفية، وإنقاذ موسم فلاحي بات في مفترق الطرق و قاب قوسين أو أدنى من إعادة سيناريوهات المواسم المتواضعة. وتدل كل المؤشرات على أن هذه التساقطات من شأنها أن تضمن جودة نسبية للموسم الفلاحي الحالي سواء على صعيد زراعات الحبوب أو الزراعات الخريفية. وتبقى فوائد الأمطار الربيعية على القطاع الزراعي بالغة الأهمية، على حد تعبير أحمد أوعياش، رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية. هذا الأخير أوضح، في تصريح لبيان اليوم، أن الاستفادة ستشمل مختلف الزراعات سواء زراعات الحبوب أو الزراعات الخريفية ، أو بعض الخضراوات والأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على جودة العديد من المنتوجات، مما يعني، حسب هذا الخبير الفلاحي ، أن الزراعات الربيعية تنطلق في ظروف مناخية لا بأس بها، ومن شأن تساقطات مطرية فيما تبقى من شهر أبريل الجاري أن تحسن من جودة الموسم الفلاحي ويعتبر أحمد أوعياش، التساقطات الأخيرة مهمة بالنظر إلى ارتباط الفلاحة المغربية بأزيد من 80 في المائة من المساحات المزروعة البورية. أما على مستوى الغطاء النباتي، الذي يهم كثيرا الكسابين، فمن المؤكد أن هذه التساقطات ستؤدي إلى نموه وتنوعه بشكل يستفيد منه قطيع المواشي، وهو ما سيضاعف من إنتاج الحليب ومشتقاته، ومن وفرة العرض من اللحوم بمختلف أنواعها. وحسب رئيس الفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، فالتأثير الإيجابي للأمطار الحالية على المراعي من شأنه أن يؤدي إلى تقليص الاعتماد على الأعلاف المركبة وتراجع أثمن . من جهة أخرى ستمكن التساقطات المطرية من تعزيز الطاقات التخزينية بالفرشات المائية والسدود، وبالتالي، توفير موارد مائية لضمان تزويد منتظم للساكنة بالماء الصالح للشرب وسقي الأراضي الزراعية. على صعيد آخر تتمثل التأثيرات الإيجابية للأمطار في إنعاش دينامية الطلب الداخلي، وبالأخص استهلاك الأسر الذي ظل هو المحرك الرئيسي للنمو. هذا بالإضافة إلى تقليصها لواردات الحبوب والمواد الفلاحية الأخرى التي تساهم في تفاقم عجز الميزان التجاري وبالتالي تدهور الاحتياطي من العملة الصعبة.