رفضت محكمة روسية نقضا تقدم به الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش ضد قرار اعتقاله قبل تقديمه للمحاكمة. ومثُل غيرشكوفيتش أمام محكمة في موسكو يوم الثلاثاء وهي المرة الأولى التي شوهد فيها علناً منذ أسابيع، حيث أُلقي القبض عليه في مدينة يكاترينبورغ بينما كان يعمل في صحيفة وول ستريت جورنال ووجهت إليه تهمة التجسس. وقف غيرشكوفيتش خلف لوح زجاجي واقٍ من الرصاص، مبتسماً بهدوء، لكنه لم يقل أي شيء للصحفيين الحاضرين، وكانت السفيرة الأمريكية في موسكو لين تريسي حاضرة إلى جانب محاميه في قاعة المحكمة، كما تم السماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى قاعة المحكمة، وعندما سأل القاضي غيرشكوفيتش عما إذا كان بحاجة إلى ترجمة ، أجاب بالنفي مؤكدا فهمه لكل شيء. * الولاياتالمتحدة تصنف الصحفي المتهم بالتجسس في روسيا بأنه "محتجز ظلما" * الحكم على مُنتقد بوتين بالسجن 25 عاماً في روسيا * لماذا يحرص بوتين على مشاركة الرياضيين الروس في المنافسات الدولية؟ وقد رفضت المحكمة عرض فريقه القانوني للإفراج عنه بكفالة قدرها 50 مليون روبل أي ما يعادل (614 ألف دولار) أو وضعه قيد الإقامة الجبرية، ليبقى غيرشكوفيتش في سجن للاستخبارات الخارجية الروسية "كي جي بي" حتى التاسع والعشرين من مايو/أيار على الأقل. وهذه المحكمة هي نفسها التي أدانت المنتقد المعروف للكرملين، فلاديمير كارا مورزا، بالخيانة وحكمت عليه بالسجن يوم الإثنين. وقالت السفيرة الأمريكية في موسكو لين تريسي، متحدثة خارج المحكمة بعد الجلسة، إنه سُمح لها بالوصول إلى غيرشكوفيتش لأول مرة يوم الإثنين وإنه "بصحة جيدة ولا يزال قوياً على الرغم من الظروف". وأضافت: "إن التهم الموجهة إلى إيفان لا أساس لها، ونطالب روسيا الاتحادية بالإفراج عنه على الفور". وقالت ماريا كورتشاغينا، من فريق المحامين الذي يدافع عن غيرشكوفيتش: "إنه يتمتع بروح قتالية، يمارس التمارين ويعلم أنه مدعوم من الناس". وقالت محامية أخرى تدعى تاتيانا نوزكينا: "إنه في حالة جيدة وينفي أنه مذنب ومستعد لإثبات ذلك". وأصدرت أكثر من 40 دولة بياناً مشتركاً في الأممالمتحدة يوم الإثنين دعت فيه إلى إطلاق سراح غيرشكوفيتش وأدانت ما وصفته بترويع موسكو لوسائل الإعلام. ألقي القبض على غيرشكوفيتش، 31 عاما، في 29 مارس/آذار، بتهمة الحصول على معلومات دفاعية سرية لحساب الحكومة الأمريكية، في حين ينفي غيرشكوفيتش ارتكاب أي مخالفة، ويمكن أن يواجه عقوبة تصل إلى 20 عاماً في السجن إذا ثبتت إدانته بالتجسس، وتعد هذه المرة الأولى التي تتهم فيها موسكو صحفياً أمريكياً بالتجسس منذ الحقبة السوفيتية. وقالت شبكة مراسلون بلا حدود إن غيرشكوفيتش كان في تغطية إعلامية لمجموعة فاغنر الروسية في يكاترينبرج، على بعد حوالي 1600 كيلومتر إلى الشرق من موسكو، وبعد أن أوصله سائقه إلى مطعم، تم رصد هاتفه مغلقاً في غضون ساعتين بحسب مسؤولين أمريكيين. وتمكن محامو وول ستريت جورنال من رؤيته وقالت الشركة إنها تفعل "كل ما في وسعها لدعم إيفان وعائلته". وشجب الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون والديمقراطيون اعتقاله، كما يتولى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن التعامل مع قضيته. ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة جيمس فولي ليغاسي، فقد احتجز ما لا يقل عن 65 أمريكياً "بشكل غير عادل" في الخارج في عام 2022. كما ووصفت ابنة الناشط الحقوقي أندريه ساخاروف، الذي أصبح أول مواطن سوفيتي يحصل على جائزة نوبل للسلام، المعاملة التي يتعرض لها الصحفيون بأنها "بدائية وغير مبررة ومروعة".