وجّهت شبيبة العدالة والتنمية خلال الملتقى الوطني لشبيبة البيجيدي بفاس، مجموعة من الرسائل إلى سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الذي حضر الملتقى أمس الاحد، رفقة عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خاصة عندما ردد المشاركون في ساحة ملعب الحسن الثاني بالمدينة العلمية شعارات من قبيل "الشعب يريد ولاية ثالثة". وكان الحاضرون في الملتقى الوطني حريصون أن يبلغوا رسالة معينة إلى العثماني الذي ينافس ابن كيران في الولاية المقبلة خلال انعقاد مؤتمر العدالة والتنمية القادم، وعلى الرغم من محاولات ابن كيران تحويل اتجاهاتهم بوجود المعني بالأمر خلال كلمته القوية، إلا أن الأمين العام كان معتزا بتضامن ومساندة الشبيبة له أمام أعين الجميع وعدسات الكاميرا التي تهافتت عليه في الوقت الذي تجاهلت فيه كثيرا رئيس الحكومة. رئيس الحكومة، الذي بدا في المرتبة الثانية أو الثالثة بوجود ابن كيران، لم تكن كلمته قوية، وإن تحدث عن مواصلة حكومته للإصلاحات التي بدأها سلفه ابن كيران في الولاية السابقة، حيث لم تجد كلمته صدى قويا لدى الحاضرين الذين انشغلوا بالحديث مع بعضهم البعض، ومع بعض "المشوشين" الذين حاولوا نسف الملتقى وفق تعبير رئيس شبيبة البيجيدي. لكن في الوقت الذي حانت فيه كلمة ابن كيران والتي تلت كلمة رئيس الحكومة، صدحت حناجر الحاضرين بالهتاف والتمجيد لأمينهم العام، داعين إياه إلى أن يتولى الأمانة العامة مجددا، وذلك على عكس الاستقبال الذي حظي به رئيس الحكومة والتي اتسمت بالفتور والبرود، حيث حاول العثماني جاهدا أن يرسم ابتسامة باردة على محياه حتى لا يضغط على الجرح كثيرا، خاصة عندما قال ابن كيران بطريقة متهكمة على رد فعل رئيس الحكومة بعد خطاب الملك الذي قصف فيه النخبة السياسية بما فيها الحكومة الجديدة، "إن الوضع لا يسر ومايمكنش شي حد يسمع الكلام القاسي ويفرح إلا لي بحال سي سعد الدين العثماني". جملة لم تعجب كثيرا "غريم" ابن كيران وحتى الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي الذي طأطأ رأسه أسفا، في الوقت الذي أدار فيه العثماني رأسه عن ابن كيران بوجه متجهم وغير راض بتاتا عن ضرب ابن كيران للمسؤول الثاني في الدولة، تحت الحزام. لقد أطفأ الملتقى الوطني للبيجيدي في فاس، ضوء "المصباح"، وكشف بقوة الخلافات داخل حزب الخطيب الذي طالما أظهر بأنه منسجم ومتحد في جميع الأحوال، وظهر بشكل جلي ذلك التضارب الذي يعرفه الحزب الأول بعد فشل ابن كيران في تشكيل الأغلبية، وولّد حالة من التوتر والتشنج الذي رافق تشكيل الحكومة الحالية بقيادة سعد الدين العثماني والذي قد يستمر إلى ما لا نهاية وهو ما قد يعصف بكيان الحزب.