يجري وزير الشؤون الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، الخميس المقبل، زيارة إلى موريتانيا، حيث يلتقي المسؤولين هناك في سياق جولة أفريقية تقوده انطلقت أمس الثلاثاء، إلى كل من ماليوموريتانيا والسودان، وتتصدر ملفات الإرهاب والجماعات المسلحة في الساحل إضافة إلى ملفات الطاقة والصحراء المغربية جدول أعمال زيارة المسؤول الروسي. وسيبحث سيرغي لافروف، محادثات من الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، وكذا وزير الشؤون الخارجية الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوگ، حيث سيتحدث الجانبان حول العلاقات الثنائية الروسية الموريتانية، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما قضايا الساحل والصحراء، هذه الأخيرة التي تحظى باهتمام كبير من طرفهما، لاسيما مستجداتها والجهود الأممية المبذولة.
تحركات الجانب الروسي في منطقة المغرب العربي لوحظت منذ مدة، في سياق التسابق حول مناطق النفوذ مع الغرب والولايات المتحدةالأمريكية والصين، خاصة وأن العالم اليوم يعرف أزمات متعددة منها ما يرتبط بمسائل الطاقة.
الطاقة كلمة السر في علاقات روسيا بالاتحاد الأوروبي، من جهة، حيث تفرض واشنطن عقوبات على استيراد الغاز الروسي، ما يجعل الأخير ينزل إلى شمال إفريقيا بحثا عن موطئ قدم، إذ يظهر ذلك بجلاء دخول موسكو على خط أنبوب الغاز النيجيري المغربي، إضافة إلى تكثيف التنسيق مع الجزائر، البلد الذي تعول عليه بروكسل في سد الخصاص وتأمين الحاجيات الطاقية.
حسابات تختلط فيها المصالح الاقتصادية بالجوانب السياسية، حيث يبحث "الكرملين" شد العصى من الوسط في ملفات الطاقة التي تربطه بالجزائر والمصالح الاقتصادية التي تجمعه بالمغرب، ما يدفع روسيا إلى تبني موقف الحياد في ملف الصحراء، وإعلان دعمها لجهود الأممالمتحدة في إيجاد حل سياسي للنزاع.
ومن المرتقب أن تعيد روسياوموريتانيا على هامش لقاء مسؤوليها، تأكيد موقفهما من النزاع المفتعل، إذ يشدد الجانب الروسي على ضرورة دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء، ستافان دي ميستورا، في سبيل حلحلة الملف وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، مع تشجيع بعثة الأممالمتحدة "مينورسو"، ودورها في حفظ أمن واستقرار المنطقة، فيما يؤكد الجانب الموريتاني أيضا على دعم المساعي الأممية لحلحة النزاع.