في وقت تعيش فيه جنوب إفريقيا أزمة طاقية "حادة"، بسبب الاضطراب الذي يعرفه قطاع الكهرباء، فضل رئيس الحزب الحاكم، ورئيس البلاد، سيريل رامافوزا، إلى تصريف الأزمة الداخلية عبر مهادمة المغرب والدعوة لطرده من الاتحاد الإفريقي.
ودعت تيارات داخل الحزب الحاكم إلى إعلان "الكارثة الوطنية"، بعد تسجيل انقطاعات متكررة من الكهرباء في العديد من القطاعات الحيوية، وهو ما سيؤثر على نسب النمو لتصل إلى 0,3 بالمائة.
وعرفت البلاد "اضطرابا" أمنيا بعدما انتشرت قوات الجيش حول محطات الكهرباء، لمنع أي عمليات تخريب بسبب تكرار انقطاع التيار، كما أعلنت الشركة المزودة "إيسكوم" والرئاسة.
ويتعرض حزب الرئيس رامافوزا إلى "انتقادات شعبية"، بعد فشله في حل "أزمة" الكهرباء، إذ تعرف الأحياء الفقيرة انقطاعا متواصلا للكهرباء، وهو ما يوجه أصابع الاتهام إلى شركة " إيسكوم" المقربة من السلطة، والتي تستفيد من الدعم الحكومي مقابل تقديمها لخدمات الكهرباء، والتي غالبا ما تكون "متردية" حسب السكان.
ولا تقف أزمة جنوب إفريقيا عند الطاقة الكهربائية، فالبلاد تشهد اضطرابات سياسية، إذ ترتقب بريتوريا، تعديلا حكوميا جديدا، تتخلله استقالات عديدة أخرها، نائب الرئيس، ديفيد مابوزا، وهو ما يوحي بوجود خلافات داخل الحكومة.
ومعروف على الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا، تبنيه للفكر الإنفصالي ودعمه للتنظيم البوليساريو، غير أنه مع قدوم الرئيس الحالي رامافوزا، أصبح يستخدم هذا الموقف من أجل "حسابات" سياسية داخلية، إد يرى مراقبون أن " تشكيل حلف مع الجزائر ضد المغرب يأتي في ظل سعي بريتوريا للحصول على عائدات طاقية من الجزائر من أجل مواجهة أزمة الكهرباء".
في هذا الصدد يقول رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن " تصريحات رامافوزا، غير واقعية في ظل حضور مغربي "وازن" بالمنظمة الإفريقية منذ عودته سنة 2017، وما تبعه ذلك من اكتسابه مكانة مهمة ورئيسية في عجلة التنمية بالقارة".
وأضاف سالم عبد الفتاح في تصريحه ل "الأيام 24″، أن " هذا الموقف يعبر بكل وضوح عن وجود توظيف "سياسوي" للشأن الداخلي في إطار المزايدات والمغالطات حول قضية الصحراء المغربية، وذلك في محاولة "يائسة" لتصريف النظر عن الأوضاع الصعبة التي أصبحت تشهدها بريتوريا".
وأشار رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أن " الحزب في جنوب إفريقيا، أصبح يأخذ نهج النظام الجزائري في مسألة تصريف الأوضاع الداخلية إلى الخارج، ومحاولة استحضار عدو خارجي من أجل إسكات المطالب الشعبية"، مشددا في الوقت ذاته على أن " المدن الجنوب الإفريقية تعاني من نقص الكهرباء، وانعدام الأمن، وانتشار غير مسبوق للجريمة، وذلك في ظل عجز حكومي واضح عن حل هاته المشاكل".
وخلص المتحدث ذاته إلى أن " المغرب لا يمكن أن يتأثر بمواقف الحزب الحاكم بجنوب إفريقيا، وذلك في ظل وجود دعم إفريقي "واسع" للدور الذي أصبحت تلعبه الرباط والذي يصب في مصلحة التقدم والازدهار لجل الشعوب الإفريقية".