استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، زويليفليل مانديلا حفيد الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نلسون مانديلا قبل مغادرته للبلاد، بعد أن أثار خطابه في حفل افتتاح كأس إفريقيا جدلا كبيرا، وحضوره أيضا الذي انهزم فيه المنتخب الجزائري لكرة القدم أمام نظيره السنغال في النهائي. وفي أقل من ثلاثة أسابيع يستقبل عبدالمجيد تبون حفيد نلسون مانديلا، الاستقبال الأول كان يوم 12 يناير عشية افتتاح الشان، لا سيما بعد ما مُنحت للرجل فرصة للحديث في أمور لا علاقة لها بالسياق الرياضي، إذ استغلها لمهاجمة المغرب عبر الجهر بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، داعيا إلى "القتال ضد المغرب".
وفال حفيد مانديلا بعد لقائه بعبد المجيد تبون في تصريحات لوسائل الإعلام "نغادر الجزائر وقلبنا تملؤه السعادة، حيث أتيحت لنا زيارة بيتنا الثاني"، مبرزا تطلعه إلى "استغلال كل الفرص التي تسمح بالتقريب بين البلدين"، واضاف "نحن ننظر إلى الجزائر كموطن للثوار ووطن للشهداء و لقد عبرنا اليوم، خلال هذا اللقاء، عن وفائنا الدائم لروح الشهداء، كما تحدثنا كأفراد عائلة واحدة".
مقام حفيد مانديلا الذي دام شهرا بالجزائر تم استقباله رسميا من طرف الرئيس وكافة أعضاء الحكومة، في صورة أقرب إلى شكره على ما قاله ودعمه لجبهة البوليساريو.
وأثارت هذه التصريحات استنكارا وجدلا واسعين في صفوف المغاربة، بين من اعتبرها تعبّر عن "جهل حفيد زعيم ثوري بحقيقة النزاعات في إفريقيا"، ومن ذهب إلى "إمكانية تسخيره من طرف الجزائر عبر منحه أموالاً مقابل هذه التصريحات"، التي قالوا إنها لا تختلف في شيء عن "الأسطوانة المشروخة لقصر المرادية في حديثه المتكرّر عن المغرب".
المغرب كثيرا ليعبّر عن تنديده بما وصفه ب"الممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين"، عبر بيان للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي اعتبرت تصريحات حفيد مانديلا "خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت بأي صلة للشأن الكروي"، وراسلت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "لتحمل كامل مسؤولياته أمام هذه الخروقات السافرة البعيدة عن مبادئ وأخلاق كرة القدم".
وبالفعل أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، فتح تحقيق لتحديد "ما إذا كانت البيانات والأحداث السياسية لحفل الافتتاح تنتهك النظام الأساسي واللوائح الخاصة بالكاف والفيفا وإلى أي مدى"، مؤكداً أنه سيعمل على "تقديم تقرير بالنتائج التي تم التوصل إليها في الوقت المناسب".