نفى وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس أن يكون المغرب قد أذل إسبانيا متسائلا عما إذا كان الحزب الشعبي يفضل العودة إلى زمن الصراع والاشتباكات مع المغرب، مؤكدا أن "الحزب الشعبي يظهر أنه غير قادر على حكم إسبانيا إذا كان يريد تجاهل العلاقات مع الجار (المغرب) والشريك الاستراتيجي الذي لدينا معه حدود برية وبحرية واسعة جدا". وأضاف ألباريس في لقاء على القناة الأولى الإسبانية، عقب عودته مباشرة من اللقاء رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي عُقد يومي 1 و2 فبراير الجاري بالعاصمة الرباط، "أعتقد بصدق أن الحزب الشعبي لا يعرف ما الذي يتحدث عنه"، مضيفا أن "العلاقة مع المغرب حيوية لسبتة ومليلية وجزر الكناري والأندلس".
وكان حزب الشعب المعارض في إسبانيا، قد شن هجوما على رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، وفي لقاء انتخابي اليوم الجمعة في (مورسيا)، معتبرا أنه سمح بإذلال البلاد خلال زيارته إلى المغرب لحضور اللقاء رفيع المستوى.
وقال رئيس حزب الشعب ألبرتو نونيز فيجو إن "سانشيز ذهب إلى الرباط لالتقاط صورة فقط"، مضيفا أن إسبانيا أهينت حينما اكتفى الملك محمد السادس بالاتصال هاتفيا برئيس الحكومة الإسباني دون لقائه خلال تواجد هذا الأخير بالرباط"، مضيفا أنه "يُدافع عن سياسة خارجية ذات مصداقية لبلاده، كما أنه من اللازم أن تحظى إسبانيا بالاحترام، وأنه لا يمكن إذلال هذا البلد لأنه لا يذل بدوره أي بلد آخر".
من جهة أرخى، قال وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن المغرب شريك استراتيجي، وذو أولوية في السياسة الخارجية لإسبانيا، حيث رحب ب"نجاح" الاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، الذي عُقد يومي 1 و2 فبراير الجاري بالعاصمة الرباط.
وأوضح وزير الخارجية الإسباني، في برنامج على القناة الأولى الإسبانية، أن هذا هو الاجتماع رفيع المستوى "الذي حقق أكثر النتائج الملموسة" في تاريخ البلدين، مضيفا أن هناك عدد قياسي بلغ "حوالي عشرين اتفاقية"، مؤكدا أن نتائج هذا الاجتماع الثنائي، الأول منذ عام 2015، هي نتيجة "شهور عديدة من العمل المشترك".
وأشار رئيس الدبلوماسية الإسبانية، إلى أنه تم إطلاق "خارطة طريق" ب "ديناميات جديدة وإرادات جديدة"، وهي "مفيدة للطرفين" في قطاعات مهمة مثل الاقتصاد وإدارة الهجرة والتعليم والثقافة. مشيرا إلى أن "المغرب أساسي لإسبانيا وإسبانيا بالنسبة للمغرب".
كما رحب المتحدث نفسه، بالصادرات الإسبانية إلى المغرب، والتي تجاوزت عتبة ال 10 آلاف مليون يورو، وبلغ الحجم الإجمالي للتجارة الثنائية 20 ألف مليون أورو، مضيفا أنه "حدث غير مسبوق في العلاقات الاقتصادية بين البلدين".
وأشار ألباريس، إلى أن تعاون المغرب في إدارة تدفقات الهجرة غير النظامية سمح بتخفيض الوافدين إلى السواحل الإسبانية بنسبة 69٪ في يناير الماضي مقارنة بشهر يناير 2022، موضحًا أن التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب سيتجسد في الأشهر الأخيرة بتفكيك ست خلايا جهادية.