أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني ج. بلينكن، في ختام زيارته إلى الشرق الأوسط، على أهمية الدور المغربي في إحلال الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، ما طرح التساؤلات حول دور المغرب في القضية الفلسطينية وعلاقته مع إسرائيل وإمكانية لعب أدوار وسائطية. وأكد بلينكن في اتصال هاتفي خلال الساعات الأولى من صباح الأربعاء 1 فبراير 2023، مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على الأولويات المشتركة في العلاقات الثنائية والجهود الرامية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتعليقا على الموضوع، قال حسن بلوان، المختص في العلاقات الدولية، إن المكالمة الهاتفية التي قادها وزير الخارجية الأمريكي مع نظيره المغربي، تأتي في إطار سيرورة العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية في متساويات متعددة منها الجانب الأمني أو الدفاعي أو الاقتصادي وكذلك تنسيق المواقف الدبلوماسية على أكثر من صعيد خاصة وأن المنطقة ملتهبة بمجموعة ومن الصراعات والاضطرابات تهم القضية الفلسطينية.
وأضاف بلوان في تصريحه ل"الأيام 24″، أن الأوضاع في الشرق الأوسط، قادت رئيس الدبلوماسية الأمريكية، إلى ثلاث دول مصر وإسرائيل وفلسطين، حيث جاءت المالكية لتتمة العمل والتشاور الدؤوب بين أمريكا والمغرب، وكذا "تطوير العمل الثنائي وتنسيق الجهود لاستمرار الأمن والهدوء والسلام في منطقة الشرق الأوسط، خاصة إذا تعلق الأمر بالمسألة الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية للدولة المغربية التي يرأس عالها لجنة القدس".
وأشار المتحدث نفسه، إلى أن المغرب يرتبط بعلاقات متميزة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بكل مكوناتهما، مشيرا إلى أن هذا يعني أن المغرب مؤهل على غرار الأردن ومصر في لعب دور مهم في تسوية الأجواء بين الفلسطينيين والإسرائيليين،
من جهة أخرى المغرب عضو نشيط مؤسس لقمة النقب والتي من المنتظر أن تعقد في الشهور المقبلة في المغرب، مضيفا أن هناك إشارات كبيرة جدا أكدت على لأن هذه القمة ستكون ناجحة، نظرا لاستعداد العديد من الدول لحضورها وتفاهم مجموعة من الدول الأخرى خاصة فلسطينوالأردن.
من جهة أخرى، أبرز بلوان، أن هناك مؤشرات تؤكد على إمكانية عقد لقاء قمة النقب في الصحراء المغربية مستقبلا، و"في انتظرا التأكيد الرسمي، الذي إن تأكد، فإنه سيعطي زخما مهما لقضية الصحراء وسيفصل في الطي النهائي في هذا النزاع المفتعل بالنظر لحجم ومكانة الدول التي ستحضر هذه القمة وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل ومصر والإمارات والبحرين، وإمكانية حضور فلسطينوالأردن".
وأشار المختص في العلاقات الدولية، إلى أن "قمة النقب المقبلة ستكون ناجحة بكل المقاييس سيجني منها المغرب ثمار كثيرة تتعلق بالقضية الفلسطينية، وأيضا دعم قضية الوحدة الترابية للمملكة والتي أخذت زخما متصاعدا منذ مدة والذي بدأ بالاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء".
وأضاف بيان مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، توصلت "الأيام 24" بنسخة منه، أن الوزير بلينكن، ناقش مع بوريطة، نتائج رحلته الأخيرة ومحادثاته مع القادة المصريين والإسرائيليين والفلسطينيين، والتي دعا في خلالها إلى تخفيف التصعيد ووضع حد لدائرة العنف.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن الوزير بلينكن، اثنا على التزام نظيره المغربي بتعزيز السلام والأمن في المنطقة، بما في ذلك من خلال مشاركة المغرب في منتدى النقب.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد دعا، إسرائيل والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات لمنع التصعيد، مؤكدا في الوقت ذاته، على معارضة واشنطن للاستيطان الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أجراه بلينكن في ختام زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، على ما نقلت القناة (13) الإسرائيلية، بسحب ما نقلت وكالة الأناضول للأنباء.
وقال وزير الخارجية الأمريكي: "سنعمل من أجل ضمان حصول كل من الفلسطينيين والإسرائيليين على الحرية والحقوق والمساواة، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا قمنا بحماية فكرة الدولتين لشعبين والعمل عليها".
وأضاف أن "على جميع الأطراف اتخاذ خطوات لمنع المزيد من التصعيد". معتبرا أن هجوم القدس والتصعيد في الضفة الغربية، سلطا الضوء على "التحديات التي نواجهها في إرساء الاستقرار والأمن".