أدى استئناف العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية بعد تأييد مدريد لخطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، إلى إعادة النظر في الملفات المشتركة والتي منها التعاون العسكري، حيث كان آخره طلب المغرب سفينة " Avante 1800 " من أحدث طراز. وأوردت صحيفة " vozpopuli "، أن الحكومة الإسبانية أوضحت في جواب على أسئلة المعارضة، أن " تصنيع السفينة يتقدم بوتيرة جيدة رغم الانتكاسات الدبلوماسية التي عانى منها كلا البلدين في الآونة الأخيرة".
وأضاف المصدر ذاته، أن السفينة أفانتي 1800، من أحدث جيل وبأكثر الأنظمة تطوراً، والتي ستنضم إلى البحرية الملكية للمملكة بفضل القرض الذي سيمنحه بنك سانتاندير للرباط بقيمة 95 مليون، مضيفة أنه "تم تصميم وتطوير زورق الدوريات على ارتفاعات عالية والذي ستخصصه أحواض بناء السفن Navantia للمغرب بكامل طاقته".
وتعلقيا على الموضوع، قال محمد الطيار، الخبير الأمني، إن بناء سفينة "Avante 1800" كانت موضوع صفقة عسكرية بين المغرب واسبانيا قبل اندلاع الازمة الدبلوماسية بين البلدين، مضيفا أنه "بعد اعتراف الحكومة الإسبانية بسيادة المغرب على صحراءه، عاد الحديث عن استكمال خطوات الصفقة للحصول على السفينة التي طورتها وصنعتها شركة نافانتيا".
وأبرز الطيار في حديثه مع "الأيام 24″ أن الصفقة المذكورة تدخل في إطار صفقات متعددة بين اسبانيا والمغرب شهدتها السنوات الماضية، و"التي من المنتظر أن تشهد تغييرات بعد دخول المغرب لمجال الصناعات العسكرية، خاصة فيما يتعلق بدخيرة الأسلحة".
وأشار المتحدث نفسه إلى أن اسبانيا تدرك مكانة المغرب كشريك اقتصادي موثوق، مشيرا إلى أن "تخطي حاجز الاعتراف بمغربية الصحراء، سيمكنها من إتمام العديد من الصفقات التي كانت معلقة ليست فقط في الميدان العسكري، ولكن ايضا بسفن الصيد البحري، خاصة وأن عدد كبير من مصانع سفن الصيد باسبانيا مرتبطة بالسوق المغربية".
من جهتها أضافت صحيفة " vozpopuli" أنه نظرًا لكون الشركة مملوكة للدولة، فقد استجابت الحكومة لتحركات Navantia في تطوير Avante 1800 و"عقد اقتناء البحرية الملكية المغربية لقارب دورية على ارتفاعات عالية من Navantia SA "، مضيفة أنه عقد صالح، حيث أنه وفقًا لالتزاماتها التعاقدية ، فإن Navantia في طور التطوير الكامل للهندسة الوظيفية للتصميم وبدأت عملية الاستحواذ على المعدات الرئيسية للسفينة".
وأشار المدصر نفسه، إلى أن "بيع زورق الدوريات على ارتفاعات عالية إلى المغرب، يعتبر علامة فارقة لإسبانيا، منذ أن تم الاتفاق الثنائي الأخير لدمج السفن العسكرية في البحرية الملكية المغربية قبل أربعة عقود، في عام 1982″، مضيفة أنه "في ذلك التاريخ، سلمت إسبانيا سلسلة من قوراب الدوريات وسفينة طراد إلى الرباط، ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك اتفاق في القطاع بين الطرفين".
وحسب معلومات Navantia ، يبلغ ارتفاع السفينة 89 متر وطولها 13.3 مترًا، ويبلغ متوسط طاقمها 46 فردًا، كما يتم التفكير في دمج مدفع عيار 76 ملم ونظام إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى أجهزة استشعار ورادار حديثة وإجراءات مضادة إلكترونية وجسر لإيواء طائرة هليكوبتر.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن أحواض بناء السفن الإسبانية سيحتاج إلى "مليون ساعة عمل لأحواض بناء السفن في خليج قادس" و "ما يقرب من 250 وظيفة على مدى السنوات الثلاث والنصف ".