قال خليفة حفتر القائد العسكري في شرق ليبيا الأربعاء إن قواته (الجيش الوطني الليبي) هزمت جماعات مسلحة منافسة في بنغازي بعد حملة استمرت ثلاث سنوات للسيطرة على ثاني أكبر المدن الليبية. وكانت المعارك لبسط السيطرة على بنغازي بين قوات حفتر ومجموعات من المسلحين الإسلاميين تدور ضمن صراع أوسع بين الفصائل المتناحرة منذ انزلقت البلاد إلى الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي في 2011 . ويأتي ذلك عقب سقوط منطقة "الصابري"، آخر معاقل مجلس شورى ثوار بنغازي (تحالف ثوار سابقين شاركوا بالإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011).
وقال "حفتر" في كلمة بثتها، مساء الأربعاء، عدد من القنوات التلفزيونية، إنّ قواته "تعلن تحرير مدينة بنغازي بأكملها".
وأشاد "حفتر" بجهود جنوده والقوة المساندة من الأهالي (السكان)، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة ستكون «مرحلة إعمار المدينة». كما أعرب عن شكره ل«الدول الشقيقة»، التي دعمت قواته، دون تحديد تلك البلدان أو طبيعة «الدعم» الذي تحدّث عنه، غير أن النظامين المصري والإماراتي من أبرز داعمي «حفتر»، أحد رموز نظام «القذافي» الذي أطاحت به ثورة شعبية في ليبيا في العام 2011، والطامح إلى السيطرة على مقاليد السلطة في البلاد. وفي وقت سابق من الأربعاء، أعلنت القوات التي يقودها «حفتر» اقتحامها حي الصابري، وانتهاء العمليات العسكرية في منطقة سوق الحوت (وسط بنغازي). والثلاثاء، ارتفعت حدة المعارك المسلحة في سوق الحوت والصابري، بمشاركة الطيران الحربي لقوات «حفتر»، في حين أقفلت قوات تابعة ل«حفتر»، بحسب شهود عيان، جميع الطرق المؤدية لتلك المناطق إضافة للطرق المؤدية لمستشفيات المدينة التي يسعف إليها العسكريون. وتخوض قوات «حفتر»، منذ ثلاثة أعوام تقريبا، معارك مسلحة شرسة ضد مجلس شورى ثوار بنغازي، طالت معظم مناطق المدينة، ثاني أكبر المدن الليبية وعاصمة شرقي البلاد. ومنذ أسابيع، تشن قوات «حفتر» هجوما علي منطقتي «سوق الحوت» و«الصابري»، وسط بنغازي؛ حيث يتحصن مقاتلو «مجلس شورى ثوار بنغازي». وقتل 268 عسكريا من قوات «حفتر» خلال عام 2016، جراء المواجهات المسلحة مع مناهضين لها بمدينة بنغازي.