في وقت تقوم به وزير الخارجية الفرنسية بزيارة رسمية للمغرب، يحل وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى الجزائر في زيارة تستمر من يوم أمس الجمعة حتى يوم غد الأحد، يتخللها شق خاص سيزور خلاله المكان الذي ولد فيه جده. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية قالت المصادر إن الوزير الفرنسي الذي سترافقه زوجته سيلتقي خصوصا نظيره الجزائري خلال هذه الرحلة التي تهدف إلى "بحث مواضيع التعاون في الشؤون الامنية ومكافحة الارهاب وفي مجال الهجرة". وبدعوة من السلطات الجزائرية، سيزور جيرالد دارمانان مع زوجته "حيث ولد جده". والاسم الأوسط للوزير الفرنسي هو موسى اسم جده لأمه موسى. وولد جده موسى واكيد في دوار أولاد غالي الواقع ببلدية المنصورة بولاية مستغانم، غرب الجزائر. وتم تجنيده في الجيش الفرنسي وخاض معه الحرب العالمية الثانية، فيما سمي القوات الفرنسية الداخلية لمواجهة زحف القوات النازية الألمانية، وعاش بعدها ودفن في منطقة هاسنون التي دافع عنها شمال فرنسا. وكان نقل عن دارمانين قوله: "من ينسى جذوره لا يصل أبدا إلى مبتغاه وأهدافه". حين اتهم تبون دارمانان ب"الكذب" وفي أكتوبر من العام الماضي اتهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، دارمانان ب"الكذب" بشأن عدد الجزائريين في وضع غير قانوني الذين تريد فرنسا ترحيلهم، وهو ما ذكرته باريس في معرض تبرير قرارها تشديد شروط منح تأشيرات دخول لمواطني دول المغرب العربي. وقال تبون في مقابلة مع عدة وسائل إعلام جزائرية: "لم يكن هناك يوما سبعة آلاف" جزائري تريد فرنسا ترحيلهم. مؤكدا أن "فرنسا ذكرت لنا أكثر من 94 (جزائريا)". ورأى أن على فرنسا ألا تعامل الجزائر كما تعامل تونس والمغرب في ما يتعلق بقرارها الحد من منح تأشيرات دخول إلى مواطني هذه الدول. وقال إن "مسألة التأشيرات هي مسألة تمت إلى سيادة جميع الدول، بما فيها الجزائر، بشرط أن تحترم اتفاقيات إفيان واتفاقيات 1968 التي تملي بعض التدابير". وبموجب هذه الاتفاقيات، يحظى الجزائريون بنظام خاص يسهل دخولهم إلى فرنسا ويمنحهم حرية الاستقرار فيها لمزاولة التجارة أو كمستقلين ويسهل عليهم الحصول على تصاريح إقامة لعشر سنوات. وقال تبون: "الجزائر دولة ذات وضع خاص" مضيفا: "ثمة اتفاقيات" تربط البلدين. وتناول طلبات الترحيل التي قدمتها باريس وقال: "القائمة التي وردتنا عام 2020 والقوائم الثلاث عام 2021 كانت تتضمن 94 حالة تم قبول 21 منها ورفض 16". وأوضح: "لن يعودوا (إلى الجزائر) لأنهم على ارتباط بالإرهاب، قدموا من سوريا... هناك حاملو جنسيتين ليس لديهم عائلة هنا". واتهم دارمانان بالإدلاء ب"كذبة كبيرة" معتبرا أن "هذه المسائل لا تتم تسويتها عبر الصحافة". وكانت باريس في 28شتنبر من العام الماضي قررت تشديد شروط الحصول على تأشيرات دخول لمواطني المغرب والجزائروتونس فيما تسعى لترحيل مهاجرين قدموا منها، موضحة أن القرار ناتج عن فشل الدول الثلاث في القيام بما يلزم للسماح بإعادة المهاجرين في وضع غير قانوني في فرنسا. وعلى الإثر، استدعت الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي لديها فرنسوا غوييت لإبلاغه "احتجاجا رسميا".