AFP من إضراب سائقي الشاحنات أوقفت السلطات الأردنية تطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك عن العمل في أنحاء المملكة. وقالت مديرية الأمن العام، في بيان على صفحتها عبر فيسبوك، إن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية قررت "إيقاف منصة تيك توك عن العمل موقتاً داخل المملكة، بعد إساءة استخدامها وعدم تعاملها مع منشورات تحرّض على العنف ودعوات الفوضى". وأبلغ عدد من مستخدمي الإنترنت والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أن خدمات الإنترنت تعمل ببطء في مناطق عديدة من المملكة. يأتي ذلك في ظل اضطراب تموج به مدن جنوبية عديدة، واحتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود. * مظاهرات في الأردن: مقتل ضابط أثناء احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود * غلاء الأسعار: موائد بلا دجاج في الأردن ودعوات لمقاطعة المقاهي ومحطات الوقود في السعودية والكويت وأعلنت وحدة الجرائم الإلكترونية "أنّ الوحدة وفرق الجرائم الإلكترونية تتابع ما يُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً فيما يتعلّق بخطاب الكراهية والحضّ على التخريب والاعتداء على أجهزة إنفاذ القانون والممتلكات وقطع الطرق". ورأى كثيرون أن الخطوة تأتي لوقف مشاركة تقارير بشأن الاضطرابات التي تموج بها البلاد. قال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول في مؤتمر صحافي إن "منصة تيك توك نشرت كماً كبيراً من الفيديوهات التي تحرض على القتل والفوضى". ونظّم أردنيون اعتصامات يوم الجمعة، وطالب ناشطون بخروج مزيد من المظاهرات احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود التي أضافت صعوبات فوق صعوبات تكلفة المعيشة في المملكة. ويواصل سائقو الشاحنات إضراباً منذ 11 يوماً في عدد من المدن الجنوبية، احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود. وفي غضون ذلك، شارك عدد من مستخدمي الإنترنت صورا ومقاطع فيديو تشير إلى أعمال شغب وإطارات سيارات مشتعلة في محافظة معان جنوبي العاصمة. ويأتي ذلك بعد يوم من مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان العقيد عبدالرزاق الدلابيح برصاصة في الرأس، بحسب بيان الشرطة، فضلاً عن إصابة ضابطين بجروح في صدامات مع متظاهرين غاضبين في المحافظة. AFP خلال تشييع العقيد عبد الرزاق الدلابيح وعلى مدار ليل الخميس، طاردت شرطة مكافحة الشغب عشرات من الشباب كانوا يرمونهم بالحجارة في عمان والزرقاء وإربد ومدن أخرى. وفي يوم الجمعة، ساد هدوء حذر في الشوارع، رغم استمرار مظاهرات متفرقة مع تنظيم اعتصام أمام الجامع الكبير في محافظة معان، وأمام جامع في العاصمة عمان بعد صلاة الجمعة، حيث دعا ناشطون إلى مزيد من التظاهرات. وتوعّد وزير الداخلية مازن الفراية باتخاذ تدابير مشددة تجاه مَن وصفهم بمثيري الشغب. ووعدت الحكومة الأردنية بفحص مطالب المضربين، لكنها تقول في الوقت ذاته إنها ضخّت ما يزيد على 500 مليون دينار (700 مليون دولار) لوقف ارتفاع أسعار الوقود خلال العام الجاري، وإنه لا يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك دون خرق شروط صفقة صندوق النقد الدولي. ولطالما اتسمت مظاهرات الأردن في السابق بالسلمية، وقد اشتملت على مطالب بإصلاحات ديمقراطية ودعوات لمكافحة الفساد. ودان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجمعة هذا الاعتداء. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك قوله خلال تقديمه واجب العزاء إلى أسرة وعشيرة الضابط القتيل في محافظة جرش "هذا ابني وابن كل الأردنيين، ولن يهدأ لنا بال حتى ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء". وأشار إلى "الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وحقهم في التعبير عن الرأي بالوسائل السلمية ضمن القانون". AFP وكان وجهاء وأبناء معان أصدروا الجمعة بياناً نعوا فيه العقيد الدلابيح مؤكدين "رفضهم واستنكارهم أي فعل خارج عن القانون". وفي معان، شاهد مراسل وكالة فرانس برس مدرعات وآليات الدرك في الشوارع الرئيسية للمدينة، وآثار الإطارات المحروقة والحجارة في الحسينية حيث وقع الحادث. وساد الهدوء في كل مكان. وجرى الحديث مرات عدة عن اتفاق مع الحكومة لإنهاء الإضراب. لكن يبدو أن تصريحا لرئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قبل أيام قال فيه إن "الحكومة لا تملك ترف دعم المحروقات"، استفز المحتجين. وتقارب أسعار المحروقات ضعف ما كانت عليه العام الماضي خصوصاً السولار الذي يشكل الوقود الأساسي للشاحنات والحافلات، والكاز الذي يعد وقود التدفئة الرئيسي للفقراء. وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن، وتوزيع مبالغ مالية دعما للأسر الأكثر تضرراً، لكن يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين. ولعبت الحرب في أوكرانيا كذلك دوراً رئيسيا في ارتفاع أسعار الوقود عالمياً. ويعاني الأردن أوضاعاً اقتصادية صعبة فاقمتها ديون فاقت 50 مليار دولار، وجائحة كوفيد، فارتفعت معدلات البطالة عام 2021 إلى نحو 25 بالمئة وفقاً للأرقام الرسمية، بينما ارتفعت بين الشباب إلى 50 بالمئة. ويعتمد اقتصاد المملكة بشكل كبير على المساعدات خصوصاً من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، بحسب فرانس برس. ووقعت عمانوواشنطن الشهر الماضي اتفاقاً تقدم بموجبه واشنطن إلى عمان منحة بقيمة 845 مليون دولار لدعم الموازنة العامة. ووقع البلدان في أيلول/سبتمبر مذكرة تفاهم تقدم بموجبها واشنطن مساعدات إجمالية خلال الفترة (2023-2029) بقيمة 10,15 مليارات دولار، وبمعدل سنوي يبلغ 1,45 مليار دولار ابتداءً من العام 2023. وأعلن قصر الإليزيه مطلع الشهر الحالي عقد قمة إقليمية في الأردن "قبل نهاية السنة" تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد في آب/أغسطس 2021.