تنعقد بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، ما بين 13 و15 دجنبر الجاري، قمة قادة الولاياتالمتحدة وإفريقيا، والتي يمثل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الملك محمد السادس في أشغالها. ويتضمن برنامج هذه القمة، التي تجمع ممثلي حوالي 50 بلدا، والمجتمع المدني والقطاع الخاص من القارة الإفريقية، فضلا عن مسؤولي الإدارة الأمريكية ومفوضية الاتحاد الإفريقي، العديد من اللقاءات والجلسات الموضوعاتية تهم عددا من القضايا.
وحول أهم رهانات المشاركة المغربية في القمة الأمريكية الإفريقية، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن أول ربح للمغرب في هذه القمة هو عدم حضور "جبهة البوليساريو" على شكل دولة، مضيفا أن الولاياتالمتحدة وقبل انعقاد هذه القمة التي دعي إليها 49 من قادة القارة، وضعت شروط اساسية لهذه العلاقة.
وأضاف الحسيني في حديثه مع " الأيام 24 "، أن من بين أهم هذه الشروط هو عدم تعليق الاتحاد الافريقي لعضوية هذه الدول ضمنها، كما يشمل أيضا الدول التي تعترف بها الولاياتالمتحدةالأمريكية وتتبادل معها السفراء، مضيفا أنها قبلت مشاركة رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي والعديد من الفعاليات السياسية والإقتصادية الافريقية في أشغال هذه القمة.
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن هذه القمة ستكون شاملة حول جل القضايا الخلافية والعالقة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وباقي الدول الإفريقية، مشيرا إلى أن المغرب عنصر أساسي في هذه القمة خصوصا بعد قرار الرئيس السابق دونالد ترامب والقاضي بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.
كما أبرز أستاذ العلاقات الدولية، أن وكالة التنمية الأمريكية قامت بتخصيص مبلغ مالي كبير لدعم التنمية في الصحراء المغربية، واعتبراها نقطة انطلاق للولايات المتحدةالأمريكية نحو إفريقيا، مبرزا أن هذا يعتبر نقطة تحول كبيرة في هذا النوع من التعاون بين أمريكا والمغرب.
وأوضح الحسيني أن أولى وأهم النقط التي جاءت ضمن 9 محاور التي تشغل عليها القمة الأمريكية الإفريقية، هي التجارة والإستثمار، مضيفا أن المغرب سيكون أول المستفيدين نظرا لكونه الوحيد الذي يتوفر على اتفاقية للتجارة الحرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، موضحا أن من شأن هذا أن يجعل المغرب بمثابة منصة لبث الروح في العلاقات مع باقي البلدان الافريقية.
وأضاف المتحدث عينه، أن مخلفات جائحة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية والأزمة المناخية، بدورها ستكون نقطة أساسية في دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية للدول الإفريقية، مضيفا أن أزمة الغذاء والحبوب تطغى بشكل كبير ملحوظ على هذه القمة بفعل استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
من جهة أخرى، أوضح الخبير في العلاقات الدولية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية، أطلقت منذ منتصف غشت الماضي، الإستراتيجية الأمريكية بإفريقيا، والتي تروم منافسة الامتداد الصيني في القارة الافريقية بعد عقد القمة الصينية الإفريقية وكذا عقد القمة العربية الصينية بالسعودية الأسبوع الماضي.
وأكد الحسيني، أن المغرب يستبشر خيرا من هذه المبادرة التي يعتبرها عنصرا أسياسيا في حسم هذه المنافسة القوية بين بلدان المد الشيوعي والدول الغربية، مرجحا أن تكون هذه الاستراتيجية الجديدة بمثابة نقطة انطلاقة جديدة للمغرب في القارة وفي محيطه الإقليمي كذلك.
من جهة أخرى، وحسب وزارة الخارجية الأمريكية، فإن هذه القمة تبني على القيم المشتركة لتدعيم المشاركة الاقتصادية الجديدة بشكل أفضل، وتعزيز التزام الولاياتالمتحدة وإفريقيا، على الخصوص، بالديمقراطية، والتخفيف من تأثير جائحة "كوفيد-19" والأوبئة المستقبلية، فضلا عن العمل بشكل تعاوني لتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتعزيز السلام والأمن، والاستجابة لأزمة المناخ.
وانطلقت أشغال القمة، بانعقاد منتدى الشتات/القادة الشباب، الذي ناقش، على الخصوص، تحقيق التنمية في إفريقيا، تلته جلسة حول السلامة والحكامة والأمن بمشاركة وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن. ويتضمن برنامج القمة أيضا لقاءات تتمحور حول التعاون في مجال الصحة والتكيف مع التغيرات المناخية والانتقال الطاقي.
وينعقد، كذلك ضمن أشغال هذه القمة، منتدى الأعمال الأمريكي-الإفريقي، لمناقشة العديد من القضايا تهم بالأساس التجارة والطاقة والبنيات التحتية.