تتواصل تداعيات مباراة المنتخب الوطني المغربي ونظيره الإسباني، لتتجاوز البعد الرياضي إلى السياسي، حيث أرخت بظلالها على المشهد في مدينة سبتةالمحتلة، بشكل خاص، وباقي المدن الإسبانية بشكل عام، خاصة بعد التصريحات العدائية التي نهجها حزب "فوكس" اليميني المتطرف، اتجاه المغاربة المحتفلين بفوز أسود الأطلس على "لاروخا". حزب سبتة الشعبي الحاكم وجه انتقادات لاذعة إلى قادة "فوكس" المتطرف، إذ نشر المتحدث باسم اليمين المتطرف في المدينةالمحتلة، كارلوس فيرديجو، تغريدة قال فيها أن الجيش الإسباني في سبتة، احتفل بانتصار المغرب على إسبانيا في كأس العالم. واتهم الحزب قادة فوكس ب"تجاوز كل الخطوط الحمراء في مواجهة المسلمين"، ومشيرا في الآن ذاته إلى كون المتطرفين لا يقدرون الجيش الإسباني في المدينةالمحتلة، ويتهمونه بال"خيانة". ولم يعد خافيا أن قادة اليمين المتطرف، سواء في إسبانيا، أو في سبتةالمحتلة، استعادوا في الأيام الأخيرة، لهجتهم "العدائية" اتجاه المغاربة القاطنين بالمدينةالمحتلة، مستغلة أفراح التأهل التاريخي ل"أسود الأطلس"، على حساب "الماثادور" الإسباني. تقارير إعلامية إسبانية، كشفت أن القوات المسلحة الإسبانية، لديها نحو ثلاثة آلاف جندي في سبتة، ربعهم من أصول عربية إسلامية حسب التقديرات. وبددّ المحتفلون المغاربة مخاوف السلطات الأمنية الإسبانية -التي استمرت منذ الإعلان عن المواجهة بين الفريقين، إذ إنه باستثناء حالات شاذة لمناوشات عرفتها بعض المناطق، انتهت في الغالب دون اعتقالات، لم تشهد أغلب المدن الإسبانية أعمال شغب أو مواجهات مع أنصار الفريق الخصم أو مع الشرطة. في هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" إن معظم جماهير المنتخب المغربي احتفلوا بالفوز بطريقة محترمة وهادئة، وسط انتشار واسع للشرطة المتخوّفة من اندلاع مواجهات عنيفة، الأمر الذي أكدته كذلك صحيفة "لا أوبينيون دي مورسيا"، نقلاً عن مصادر أمنية أكدت أن "الحشود انسحبت شيئا فشيئاً بهدوء بعد انتهاء الاحتفالات". وأبرزت المصادر ذاتها أن المناطق التي عرفت أكبر عدد من المحتفلين كانت "بويرتا ديل سول" في العاصمة مدريد، وبرشلونة، ولوركا في منطقة مورسيا، ثم مدينة مليلية المحتلة. لكن مصادر محلّية من مدينة سبتةالمحتلة أكدت أن المغاربة خرجوا بأعداد كبيرة فيها أيضاً للاحتفال ليلا.