في العاصمة مدريد، وفي إقليم كتالوينا، كما في سبتة ومليلية المحتلتين، احتفالات المغاربة بتأهل المنتخب المغربي على نظيره الإسباني إلى دور الربع برسم نهائيات كأس العالم قطر 2022 خلقت الحدث لساعات طويلة، ليلة أمس الثلاثاء، وتناقلتها وسائل إعلام إيبيرية بانبهار. وبدّد المحتفلون المغاربة مخاوف السلطات الأمنية الإسبانية -التي استمرت منذ الإعلان عن المواجهة بين الفريقين، الخميس الماضي- إذ إنه باستثناء حالات شاذة لمناوشات عرفتها بعض المناطق، انتهت في الغالب دون اعتقالات، لم تشهد أغلب المدن الإسبانية أعمال شغب أو مواجهات مع أنصار الفريق الخصم أو مع الشرطة. في هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" إن معظم جماهير المنتخب المغربي احتفلوا بالفوز بطريقة محترمة وهادئة، وسط انتشار واسع للشرطة المتخوّفة من اندلاع مواجهات عنيفة، الأمر الذي أكدته كذلك صحيفة "لا أوبينيون دي مورسيا"، نقلاً عن مصادر أمنية أكدت أن "الحشود انسحبت شيئا فشيئاً بهدوء بعد انتهاء الاحتفالات". وأبرزت المصادر ذاتها أن المناطق التي عرفت أكبر عدد من المحتفلين كانت "بويرتا ديل سول" في العاصمة مدريد، وبرشلونة، ولوركا في منطقة مورسيا، ثم مدينة مليلية المحتلة. لكن مصادر محلّية من مدينة سبتةالمحتلة أكدت أن المغاربة خرجوا بأعداد كبيرة فيها أيضاً للاحتفال ليلا. ونزل، وفق مصادر من الشرطة المحلية، ل"إفي"، أكثر من 1500 شخص إلى شوارع لوركا، حاملين الأعلام الوطنية المغربية ومرتدين قمصان "أسود الأطلس"، ومردّدين أهازيج احتفالية بمشاركة نساء وأطفال؛ كما أطلقوا ألعابا نارية في السماء. وخرج أيضا المئات في الجزيرة الخضراء، ومدينة لوغرونيو (شمال إسبانيا). المصدر ذاته أكد أن احتفالات المغاربة على الحدود مع مليلية المحتلة دفعت السلطات المغربية إلى إغلاق معبر "بني أنصار" لدقائق بسبب التجمهر، والعمل على تنظيم حركة مرور المركبات والأشخاص، لتُعيد فتحه بعد ذلك. وحقق المنتخب المغربي لكرة القدم فوزا تاريخيا على نظيره الإسباني بركلات الجزاء (3 – 0)، عقب نهاية المواجهة في وقتها الأصلي والأشواط الإضافية بالتعادل السلبي دون أهداف، فيما جرت أطوارها على أرضية ملعب المدينة التعليمية، ليضمن بذلك "الأسود" التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم (قطر 2022) لأول مرة في تاريخه وتاريخ المنتخبات العربية.