ضرب زكرياء أبو خلال كرة على طبق من حكيم زياش في مرمى عملاق ريال مدريد تيبو كورتوا، فاهتز الملايين من المغاربة والمتعاطفين في كل بقاع العالم، وكما يقول وليد الرگراگي فإن السر في رضا الوالدين، وليد الركراكي بعد نجاحه مع الوداد في التتويج بدوري أبطال افريقيا قال في تصريح صحفي: "تهلاو في الوالدين والله مايخيبكومش وكنسلم على الوالدة"، وكذلك كان في قطر حيث ارتأت الجامعة فيما يبدو بتوصية من وليد إلى استضافة أسر اللاعبين في مقر الاقامات لرفع المعنويات وشحذ الهمم، وبعد الانتصار على بلجيكا توجه الصابيري وحكيمي إلى الأم في صورة نالت باستحقاق وصف لقطة المباراة.
تقول سعيدة ابنة القصر الكبير أينما ذهب ابني ذهبت معه ، وعنها يقول أشرف حكيمي: "أمي كانت من أكثر الأشخاص الذين قاتلوا من أجلي".
وليد الركراكي صاحب نظرية "العائلة" التي أسس لها مع الوداد ونجحت، جمع اللاعبين بين الشوطين حاول تحفيزهم وحدثهم كثيرا عن الوطن والقتال لإسعاد الشعب، ولذلك أشاد بهم بعد المباراة: "لقد لعبوا بقتالية وتحامل سايس وحكيمي ومزراوي على الإصابة" ثم أضاف بلكنته الدارجة المميزة: "اليوم كانو باغين يموتو والله ما يخيبكش اذا دخلت بنية حسنة ".
بعد أداء النشيد الوطني توجه ياسين بونو إلى كراسي الاحتياط وخاطب المدرب: "كوتش.. اذا قمت بتغييري الآن، هل سيحتسب وأضيّع على الفريق حقه في التغيير ؟"، استفسر وليد وفريقه التقني عن المسألة لأن بونو كان ضمن اللائحة الرسمية ودخل أرضية الملعب، فتأكد أنه لا مشكلة في الأمر، وعن هذا يقول الركراكي: "ياسين ولد الناس لقد كان صريحا".
هذا التغيير فاجأ الجميع بما في ذلك مذيع المباراة الذي كان على المدرجات، لم يتفطن إليه إلا بعد دقائق من البداية، والذي حدث هو أن بونو شعر بمغص شديد وكان غير قادر على الوقوف ولا على التركيز ولذلك فضل إخبار مدربه بضرورة إخراجه من التشكيلة الرسمية.
لقد نجح وليد في الكوتشينغ فبعد أن أرهق منتخبنا الوطني دفاع ووسط بلجيكا، التقط الإشارة وآمن أنها فرصة خطف الفوز فدخل زكرياء ابو خلال وعبد الحميد الصابيري، سجل الصابيري بضربة خطأ مباشرة ثم جاء الدور على ابو خلال الذي قتل المباراة ورقص رقصة الكوبرا على أحزان البلاجكة، ثم بعد إطلاق صفّارة النهاية طلب هاتفه ودخل فيسبوك ليقول: هذا الهدف لكم يا مغاربة.
احتفى المغاربة بفريقهم الوطني واحتفت وسائل إعلام دولية بصور الأسود في ملحمة ملعب الثمامة في قطر، فقد كانت صورة السجدة الجماعية لقطة المباراة ولا تنافسها سوى صورة حكيمي ووالدته، سجد الجميع سجدة شكر كمن خرج من معركة طاحنة.