سومية ألوكي – مراكش نوّه وزير التربية الوطنية الأسبق، سعيد أمزازي أثناء مشاركته زوال اليوم في الملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية المنعقد بمراكش بالمبادرة القيمة التي قام بها وزير الصحة ووزارة الصحة بتنظيم هذا الحدث، كما أثنى على الشركاء بتنظيم أول مناظرة على المستوى الإفريقي، والتي تهم موضوعا حساسا على حد قوله، وهو الحد من مضاعفات عدد من الأمراض.
وباح أمزازي في تصريحه ل" الأيام 24″ بما أسماه التحول الإيبيديمولوجي المهم الذي تعرفه القارة الإفريقية اليوم بعدما كانت تعرف عددا من الأمراض المعدية قبل أن تبسط أمراض أخرى سيطرتها، من قبيل أمراض القلب والشرايين والسرطان والسكري.
ووقف عند الانتقال بين الوضعية الأولى التي كان الجميع يعرفها في إفريقيا، مثل أمراض السيدا والكوليرا وغيرها قبل أن تصبح الأمراض في إفريقيا هي نفسها أمراض العالم الصناعي.
وحذر من الأمراض الصامتة القاتلة، معتبرا أنّ المشكل الكبير الذي يجعل إفريقيا تعاني هذا الوضع يكمن في عدم توفرها على مهنيي الصحة على المستوى الإفريقي بقوله: "اليوم فقط 1.3 من مهنيي الصحة على المستوى العالمي موجودين في إفريقيا لهذا يصعب على السياسات العمومية في مجال الصحة في إفريقيا تدبير هذه الازدواجية بين أمراض العالم المتقدم والصناعي وإفريقيا وما تعانيه".
وأكد أنّ القارة الإفريقية مرّت بنجاح من الوباء الذي عرفته الدول العالمية ككل، والمتمثل في "كوفيد 19″، إذ يمكن وحسب تعبيره أن يكون أقل تأثيرا في إفريقيا مقارنة مع المستوى الدولي، كاشفا عن وجود دراسات معمقة لمعرفة السبب.
وأوضح أنّ إفريقيا لم تستفد من اللقاحات، وكأنها طوّرت مناعة داخلية جنّبتها حدوث عدد من الوفيات مقارنة مع الدول الأخرى التي استفادت من اللقاح ومن تغطية صحية مهمة ورغم كل ذلك رأينا عدد الوفيات أكثر في الدول الشمالية، يزيد قائلا.
وعرج على طبيعة المداخلات في اليوم الثاني من الملتقى الإفريقي الأول للحد من المخاطر الصحية، والتي سارت في اتجاه التحسيس والتربية منذ الصغر، لأنّ اعتماد أسلوب التحسيس والبرامج الوقائية يظل مهما على حد تعبيره قبل أن يفصح عن تأكيده في مداخلته على أهمية التربية الصحية على المستوى المدرسي منذ الصغر، وهو يعرض أمثلة عن وجود برامج تهدف إلى تحسيس التلاميذ والناشئة بأهمية الحرص على نظافة الفم والأسنان واعتماد نظام غذائي صحي عن طريق التقليل من تناول السكر والتدخين وغيره.
وتطرق لما تقاسمه الخبراء في مداخلاتهم، وهم ينبّهون من استعمال تلك المواد ومن إتيان سلوكات غير صحية تدفع نحو تطوير هذه الأمراض في سن الأربعين فما فوق، يقول أمزازي.
وجاهر بالقول إنّ إفريقيا اليوم تعدّ مثل مختبر على المستوى الدولي وتجمع بين ازدواجية الأمراض المعدية والأمراض الصامتة القاتلة، داعيا إلى ضرورة أخذ المحددات الاجتماعية بعين الاعتبار من طرف السياسات العمومية، والمتمثلة في التربية والتغذية وغيرها.
ورأى في المقابل أننا لم نعد نعالج المرض فقط بل لامناص من معالجة المرض ضمن نسق وسياق معين وضمن ظروف اجتماعية خاصة بالأسر المعنية قبل أن يردف: "اليوم ولله الحمد، هذا المؤتمر وهذه الندوة وهذه المناظرة الدولية جاءت لتوعيتنا بهذه الإشكالية لنستفيد من التجربة الدولية".