قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن البعض من المتشددين يصورون المرأة على أنها دون الرجل مكانة ومنزلة، في حين أنها كانت أسبق منه في ميادين كثيرة، ولعبت دورًا بارزًا في الكثير من المواقف، والتي كان لها السبق فيها عن الرجال. وأضاف في الحلقة السابعة والعشرين من برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، أن أول من سجد لله بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هي امرأة (السيدة خديجة)، وأول من استشهد في سبيل الله هي امرأة (السيدة سمية)، كما كانت المرأة هي سبب إسلام سيدنا حمزة بن عبدالمطلب، وعمر بن الخطاب. وذكر أن النبي، أنجب 6أولاد، 4بنات، وولدين، مات الولدان، وعاشت البنات، وهو القائل تكريمًا للمرأة، "من كان له ثلاث بنات فيكرمهن ويرحمهن ويعلمهن إلا كان من أهل الجنة"، فقد كانت وقتها عادة وأد البنات منتشرة بين قريش.. الصحابة قالوا: وإن كانت بنتان، فقالوا وإن كانت بنتان، قال يا رسول الله وإن كانت واحدة. وأشار إلى آخر كلمات النبي قبل موته: "الله الله في الصلاة، وأوصيكم بالنساء خيرًا"، وإنما ربط بين الاثنين، لأن الصلاة دليل قوة، وعلاقتك مع الله، ورحمة المرأة دليل قوة، ولو رحمت المرأة فأنت قادر على أن ترحم بقية الناس. ولفت إلى أنه "عندما حانت لحظة خروج روح النبي، كان على صدر امرأة، هي السيدة عائشة، وأول من لحق به بعد وفاته امرأة، هي ابنته السيدة فاطمة وكان بعد ست أشهر". وأوضح أن "أول قرض في الإسلام كان من نصيب امرأة، أقرضه عمر بن الخطاب لسيدة كانت تريد أن تقيم مشروعًا صغيرًا ولم يكن معها مالاً". وقال إن كلمة المرأة وردت في القران117 مرة، كلها تكريم وتقدير، وعندما اتهمت السيدة عائشة من المنافقين في عرضها، نزل القران يبرأها من السماء، كما أن هناك سورة في القرآن اسمها سورة النساء، ولاتوجد سورة باسم الرجال، وهي تتحدث عن العدل في المجتمع، لأنك لو عدلت مع المرأة في البيت، سوف تعدل مع بقية المجتمع. وأشار إلى أن القران نزل يدافع عن امرأة كانت تشتكي إلى النبي من أن زوجها هجرها، فينزل القرآن ليتكلم عن ذلك، "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما". كما أن الله ضرب بها المثل في القرآن في إيمانها، "ضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت ربى ابن لي عندك بيتًا في الجنة ونجنى من فرعون وعمله ونجنى من القوم الظالمين"، والمثل الآخر، "ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها". وأضاف أن النبي عفا عن 4من قريش بعد فتح مكة بعد أن كان يرفض العفو عنهم، إكرامًا لابنة عمه "أم هانئ"، بعد أن طلبوا منها الحماية، وتلك سابقة في تاريخ العرب ناهيك عن الإسلام. وذكر أن "أول وزيرة في الإسلام كانت في عهد عمر بن الخطاب، واسمها "شفاء"، وعينها وزيرة على مراقبة الأسواق - وزير التموين بالمسمى الحالي – ثم بعد كل هذا هناك من يقول عن المرأة "ناقصات عقل"، دون أن يفهم سبب قول النبي لذلك، لأنه كان يمازح امرأة وكان يوم عيد". وأوضح أن "نسخة المصحف الوحيد التي جمعت في عهد سيدنا أبوبكر الصديق حفظت في بيت امرأة هي السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب، وأول ممرضة أو طبيبة في الإسلام، هي السيدة رفيدة، وقد أقام لها النبي خيمة داخل المسجد لتعالج الجرحى، وقد عولج فيه سيدنا سعد بن معاذ، وقد كتب حسان بن ثابت يشكرها". وأشار إلى قول عمر بن الخطاب كان يقول: "والله ما كنا نعطى للمرأة أي حق حتى جاء الإسلام فجعل لها من المكانة ما لها". وتوجه خالد برسالة إلى المتدينين "الذين فهموا التدين على غير وجهه"، قائلاً: "الأصل في الحياة بين الرجل والمرأة هو الرحمة والمودة والفضل "ولا تنسوا الفضل بينكم"، وكما أن هناك آيات وأحاديث تتحدث عن حقوق الرجل، فهناك أيضًا آيات وأحاديث عن الرحمة والفضل، ومن الخطأ أن تطبق الأحكام الخاصة بالخلافات بين الزوجين في كل ما يتعلق الحياة، فتظلم المرأة وتفسد حقيقة الدين، فالتعامل بين الرجل والمرأة يجب أن يكون في إطار الرحمة".