أوقف مسؤولون قطريون مظاهرة نظمها الناشط البريطاني في مجال حقوق مجتمع الميم بيتر تاتشيل. وقال تاتشيل إنه "اعتقل واحتجز على الرصيف" في الدوحة الثلاثاء في أعقاب احتجاج منفرد له متحديا معاملة الدولة لمجتمع الميم قبل كأس العالم. وقال إنه أُفرج عنه لاحقا وإنه سيعود الآن إلى بريطانيا. وقالت الحكومة القطرية إنها طلبت من شخص ما المغادرة، ولكن مزاعم الحديث عن اعتقال "غير صحيحة على الإطلاق". وقبل أن يغادر قطر قال تاتشيل: "يمكن أن تسميها اعتقالا أو احتجازا ولكننا لم نكن أحرارا في تحركنا". وفي حديثه لبي بي سي، قال تاتشيل إنه وزميله "لم يكن لديهما حرية الحركة ولا حرية مواصلة التظاهر". وتابع قائلا: "في النهاية قيل لنا بكل صراحة إنه من الأفضل لنا أن نغادر البلاد في أقرب وقت مناسب". وأضاف تاتشيل، الذي فعل أمرا مماثلا خلال كأس العالم 2018 في روسيا، أن هذا الاحتجاج الداعم لمجتمع الميم هو الأول في دولة خليجية. * كأس العالم 2022: الشيخ تميم ينتقد تعرض قطر "لحملة بلغت حد الافتراء" منذ فوزها بتنظيم البطولة * كأس العالم 2022: الدنمارك تحتج على قطر عبر زي لاعبي منتخبها في البطولة وصُور تاتشيل واقفا خارج المتحف القومي لقطر حاملا يافطة كتب عليها "قطر تسجن وتحتجز وتستهدف مجتمع الميم". وتُظهر لقطات فيديو مسؤولين قطريين يقتربون بعد ذلك من تاتشيل، إذ وصل ضابطان يرتديان الزي الرسمي وثلاثة مسؤولين يرتدون ملابس مدنية إلى حيث يقف تاتشيل. وقاموا بطي لافتته والتقطوا صورا لجواز سفره وأوراق أخرى تخصه وكذلك فعلوا مع رجل يرافقه. وفي بيان، قال تاتشيل إنه "حوصر واستجوب من قبل تسعة مسؤولين". وكما قال، فإنه سئل "من أين انت، من يساعدك، هل تخطط للبقاء في قطر، ومتى تغادر". وذكر أن المسؤولين أيضا اعتقلوا صديقه الذي كان يصور الواقعة. كما قال تاتشيل "لقد قمت بهذا الاحتجاج لتسليط الضوء على انتهاك قطر لمجتمع الميم والعمال المهاجرين. كنت أقف متضامنا مع المدافعين القطريين الشجعان عن حقوق الإنسان الذين لا يستطيعون إسماع أصواتهم بسبب خطر الاعتقال والسجن والتعذيب. أنا عائد الى المطار مع زميلي الآن". وقالت الحكومة القطرية في بيان: "الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن اعتقال ممثل عن مؤسسة بيتر تاتشيل في قطر كاذبة تماما ولا أساس لها. وطُلب من شخص يقف في دوار مروري بود واحتراف الانتقال إلى الرصيف، ولم يتم إجراء أي اعتقالات". كما تضمن البيان: "ونحن دائما منفتحون على الحوار مع الكيانات التي ترغب في مناقشة مواضيع هامة، ولكن نشر معلومات كاذبة بقصد متعمد لإثارة ردود سلبية أمر غير مسؤول وغير مقبول". من جهته، قال ساشا ديشموخ، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية، إن الأفعال التي اتخذت تجاه تاتشيل تذكير صارخ ب"المناخ القمعي حول حرية التعبير" في البلاد. وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إنها "قدمت الدعم القنصلي لمواطنين بريطانيين بعد حادث وقع في الدوحة". وأصبح ملف حقوق الإنسان في قطر موضع تركيز حاد مع اقتراب كأس العالم. وستنطلق البطولة في أقل من شهر، لكن بعض المشجعين قاطعوا الحدث بسبب ما يوصف بإساءة معاملة قطر للعمال المهاجرين ومجتمع الميم. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاثنين إن قوات الأمن في قطر اعتقلت وأساءت بشكل تعسفي للمثليين والقطريين مؤخرا الشهر الماضي. وقال مسؤول قطري في بيان إن مزاعم هيومن رايتس ووتش "تحتوي على معلومات خاطئة بشكل قاطع ولا لبس فيه"، حسبما ذكرت رويترز. وتعتبر العلاقات المثلية غير قانونية في قطر، ويعاقب عليه بغرامات والسجن لمدة تصل إلى سبع سنوات، وفي بعض الحالات، الإعدام. ولا توجد حماية قانونية لمجتمع الميم في الدولة الخليجية. وفقا للأرقام الرسمية، توفي 37 عاملا مهاجرا شاركوا في بناء ملاعب كأس العالم، على الرغم من أن الجماعات الحقوقية تدعي أن العدد الحقيقي يصل إلى الآلاف. وردا على ذلك، أدان أمير قطر "المعلومات المضللة والمعايير المزدوجة" في الانتقادات الدولية لبلاده أثناء استعدادها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم. وقال الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن الانتقادات غير المسبوقة تصل إلى حد الافتراء.