تبحث جبهة البوليساريو لعب ورقة الصحراء المغربية وصبّ مزيد من الزيت على نار العلاقات المغربية الفرنسية التي تبدو أنها مشتعلة في الشهور الماضية. إذ وجهت نداء إلى باريس تدعوها إلى دعم الجبهة وحقها في ما تصفه ب"تقرير المصير". ودعت جبهة البوليساريو الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون إلى لعب دور حاسم في تسوية قضية الصحراء المغربية، وقال زعيمها إبراهيم غالي، خلال كلمة له، الأربعاء، أنه "حان الوقت لفرنسا والاتحاد الأوروبي عامة ليكون فاعلاً مؤثراً لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء في إطار الشرعية الدولية، منسجم مع مصالح وطموحات شعوب أوروبا وشعوب المنطقة، بما يخدم السلم والأمن والرقي والازدهار".
رسالة البوليساريو إلى باريس ليست الأولى في محاولاتها للترويج لطرحها الإنفصالي واستمالة فرنسا، إذ سبق لها توجيه نداء إلى مجلس الأمن الدولي في 24 غشت الماضي، أشارت "إلى الدور الذي يجب أن تلعبه بعض القوى المؤثرة على مستوى المجلس، مثل فرنسا، من أجل استتباب سلام عادل ونهائي، يكرس الشرعية الدولية".
وتأتي التحركات السياسية لجبهة البوليساريو في البحث عن موطئ قدم لها في أوروبا بعدما ضاق عليها الخناق بعدما أعلنت إسبانيا أكبر حلفائها سابقا دعم المغرب في مقترح الحكم الذاتي إلى جانب برلين. كما أن رسائل البوليساريو الموجهة إلى باريس تتزامن مع زيارات قام بها كبار المسؤوليين الفرنسيين إلى الجزائر خلال الأسابيع الماضية.
وتحاول البوليساريو تجاوز حالة التوتر مع فرنسا بعدما اتهمتها العام الماضي "بإفشال خطة الأممالمتحدة للسلام" و "منعها من تمديد ولاية بعثة المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان في الإقليم"، غير أنه مع التقارب الفرنسي الجزائري الأخير من جهة، والفتور في العلاقات المغربية الفرنسية من جهة ثانية، تحاول الجبهة استغلال هذا السياق الجيوسياسي لصالحها.
وإذا كانت الجبهة تحاول التودد إلى فرنسا واستمالة موقفها السياسي في سياق فتور علاقتها مع الرباط، فقد اتهم زعيم الجبهة ابرهيم غالي رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بتأييد "سياسة فرض الأمر الواقع" وتخليها عن الجبهة واصطفافها مع المغرب.