قال أحمد عصيد، كاتب مغربي باحث في الثقافة الأمازيغية إن التوتر الحالي بين فرنسا والمغرب ليس منفصلا عن النقاش الدائر إقليميا بين المغرب والجزائر وتونس والصدام بين مالي والنيجر وفرنسا، مضيفا أن الخطاب الإفريقي عموما أصبح يطالب بإعادة النظر في العلاقات بين فرنسا والقارة. وبالنسبة لعصيد الذي كان يتحدث خلال لقاء لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد حول العلاقات المغربية الفرنسية، الجمعة الماضية بأن النخب المغربية، سواء كانت فرنكوفونية أو معربة، تشعر بنوع من الأبوة الثقافية تجاه فرنسا، بالنظر إلى تشربها فكر الأنوار واطلاعها على كتابات الفلاسفة الفرنسيين، داعيا إلى التفكير في بدائل عوض المضي نحو التصعيد بين البلدين.
وأبرز أن منظومة العلاقات مع فرنسا ليست مرضية للأفارقة عموما، معتبرا أن فرنسا لم يعجبها مضي المغرب في علاقاته الخارجية وعدم احتلالها الصدارة في هذا المشهد بحكم علاقاتها التاريخية، وقال: "هناك رجة معينة في هذا الأمر".
وينافس المغرب وفق عصيد الشركات الفرنسية في إفريقيا، خصوصا في ظل تزايد الوعي بالطابع الاستغلالي لهذه الشركات، مبرزا أن النموذج الفرنسي في صيغته الثقافية والاقتصادية والسياسية، "أصبح متأزما في عقليات المغاربة".
وأشار المتدخل إلى أن "الإنسية المغربية عموما لا ترفض الآخر على مدار التاريخ، وقد أبدع العديد من الكتاب المغاربة باللغة الفرنسية مع تسجيل تحفظهم على سلوك فرنسا الاستغلالي"، وشدد على أن "المغاربة رفضوا الغزو العسكري لكنهم رحبوا دوما بالأديان واللغات وغيرها".